أقدم مريض كان تحت الرعاية الطبية بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال على قتل زميله أمام أعين نزلاء قسم الأمراض العقلية والنفسية بالمستشفى في غفلة من الممرضين الذين كانوا منشغلين بتوزيع الأدوية على المرضى الذين كانوا يتسلمون حصتهم ويخرجون إلى الساحة في انتظار عودتهم إلى أمكنتهم بقسم الأمراض العقلية.
ونقل الضحية الذي كان في حالة غيبوبة إلى قسم العناية المركزة إثر تلقيه ضربات في وجهة ورأسه دون تحديد الأداة المستعملة في الاعتداء عليه ، علما أن بعض المرضى عاينوا واقعة الاعتداء لكن لم يجرؤوا على التدخل نظرا لعدوانية المعتدي الذي كان لا يسلم من ضرباته عموم المرضى، ليتم وضع المتهم تحت أنظار الحراسة النظرية داخل المستشفى في انتظار متابعته بالمنسوب إليه قبل عرضه على الطبيب المختص لتشخيص حالته وإعطائه الدواء المناسب فضلا عن مراقبة وضعه الصحي.
ونظرا لخطورة الاعتداء الذي تعرض له الضحية، فارق المعتدي عليه الحياة بعد قضائه ثلاثة أيام تحت المراقبة الطبية، متأثرا بجراحه الخطيرة إثر تفاقم وضعه الصحي، ليتم عرض جثته على الطبيب الشرعي لتشريحها وتحديد أسباب الوفاة الحقيقة.
وأفادت مصادر مطلعة، أن المعتدي الذي كان مصابا بمرض عقلي ويخضع للعلاج دخل في خلاف مع مريض آخر أثناء تسلمهما حصتهما من الدواء ، لكن تطور خلافهما إلى صراع عنيف قبل أن يوجه القاتل ضربات قاتلة لم يتمكن على إثرها من مواجهة منافسه أمام أعين المرضى الذي فضلوا متابعة الصراع الدموي خوفا من اعتداءات مرتكب الجريمة الذي واصل ضرباته التي أدخلت منافسه في غيبوبة، وتم نقله إلى قسم المستعجلات لإنقاذ حياته علما أنه كان في حالة لكن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثر بجراحه بعد مرور أيام من إصابته..
وتواصل فرقة التحقيق الأمنية تحرياتها من أجل تحديد ظروف وملابسات الحادث المؤلم الذي خلف ردود أفعال متباينة بعد أن فارق الضحية الحياة متأثرا بجراحه، في انتظار التوصل بتقرير الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة الحقيقية واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في حق المعتدي الذي يخضع لعلاج طبي في انتظار تحسن حالته وعرضه على العدالة.
وأضافت مصادر متطابقة، أن العديد من المرضى لم يخفوا قلقهم، أثناء الاستماع إليهم، بعد وقوع الحادث المؤلم من تصرفات المعتدي الذي يتميز بميله إلى استعمال العنف ضد المرضى الذين كانوا يتجنبونه خوفا من سلوكاته المرضية العنيفة، علما أن اعتداءاته على المحيطين به وعدم التبليغ بسلوكاته المرضية من قبلهم شجعه على مواصلة تصرفاته التي أفضت في النهاية إلى ارتكاب جريمة قتل.
ولم يخف بعض الزوار قلقهم بعد زيارتهم قسم الأمراض العقلية بالمستشفى بسبب قلة الموارد البشرية التي تجد نفسها أمام حشود من المرضى الذين يفدون إلى المستشفى بهدف الاستفادة من خدمات القسم الذي يعتبر قبلة كل المرضى المصابين بأمراض عقلية، سواء القاطنين بجهة بني ملال خنيفرة أو خارجها ما يثقل كاهل ممرضين القسم المحسوبين على أطراف الأصابع الذين لا يقوون على تلبية كل طلبات المرضى الذين ازداد عددهم في الآونة الأخيرة.