غير مصنف

تزويج الطفلات القاصرات بمنطقة أزيلال يزعج جمعيات المجتمع المدني

بقلم سعيد فالق

لم يعد ممكنا الصمت أمام ما يجري بمنطقة أزيلال التي ما زالت تشهد نسبة ارتفاع كبيرة بخصوص تزويج الطفلات القاصرات ما يستدعي دق ناقوس الخطر للحد من من الظاهرة التي تتداخل فيها عوامل ثقافية ودينية من جهة فضلا عن عوامل اجتماعية  وسياسية، هذا ما أكدته رئيسة جمعية صوت المرأة الأمازيغية في اللقاء الذي نظمته جمعيتها نهاية الأسبوع الماضي ببين الويدان بأزيلال للتعريف ببرنامج جمعيتها التي تعتبر تزويج القاصرات اعتداء على حياتهن وحقهن الطبيعي في أن يعشن مراحل حياتهن دون الاعتداء عليهن ما يخلف لديهن أضرارا نفسية ترافقهن طيلة حياتهن، ويصل الأمر أحيانا أنهن ينقلن معاناتهن النفسية فضلا عن العديد من الأمراض النفسية و العصابية وأحيانا الذهانية إلى أطفالهن ما يخلق مجتمعا مريضا ومتفككا.

وقدمت الجمعية المحتضنة للنشاط التكويني أرقاما مخيفة عن ظاهرة تزويج طفلات القاصرات والقاصرين، إذ أن الطلبات حسب جنس طالب الزواج بلغ سنة 2015  ما يقارب 422 طلبا للذكور، في حين أن طلبات الإناث دون سن الأهلية بلغ 41247 طلبا ما يؤكد أن تأنيث ظاهرة تزويج الأطفال التي مازالت متفشية بنسب عالية بمنطقة أزيلال.

كما قدمت دراسة تشخيصية لظاهرة تزويج القاصرات اتضمنت أرقاما مستخلصة من دراسات ميدانية تستمد مرجعيتها مما راكمته قاعات المحكمة الابتدائية بأزيلال في سنة 2015، وتوزعت بين طلبات زواج القاصرين التي سجلت طلبا يهم ذكرا واحدا تم قبوله، وبين طلبات الإناث التي سجلت 414 طلبا وتم قبول 377 طلبا.

أما في سنة 2016 فبلغت طلبات تزويج الطفلات القاصرات 330 طلبا، واستجابت المحكمة 286 طلبا ، في حين تم رفض 44 طلبا، أما طلبات الذكور فلم يتعد طلبا واحدا تم قبوله.

ويعد موضوع تزويج القاصرات، وفق ما أكده الدكتور محسن بنزاكور أخصائي في علم النفس والاجتماع في برنامج الدورة التكوينية التي نظمت لفائدة بعض المنتسبين للإعلام ، إحدى أهم أخطر الظواهر الاجتماعية التي تنذر بمزيد من تفكك لحمة الأسر المغربية في البوادي التي تعيش صعوبات اقتصادية واجتماعية ونفسية من جهة، وانتشار الفقر المزمن والمعتقدات والطقوس الدينية نتيجة تدني مستوى التعليم وقيم المواطنة من جهة أخرى.

ويعتبر محسن بنزاكور تزويج الطفلات القاصرات اعتداء على حقوقهن الطبيعية التي تفرض الاستمتاع بطفولتهن التي تعد مرحلة حاسمة في النمو الفيزيولوجي والذهني والنفسي لدى الإنسان سيما أن اللعب مع الأقران والبقاء في حضن الأسرة أثناء مرحلة التنشئة الاجتماعية للاستماع بحنان الأبوين والإخوة محدد أساسي لشخصية الإنسان.

كما وجه بنزاكور سهام نقده إلى ما أسماه ” تقديس الأوثان” التي صارت معبودة في أذهان الفئات الاجتماعية المقهورة التي تعيد إنتاج واقع البؤس والألم وترضخ لواقع ظالم عندما تفرض على الطفلة الزواج في سن مبكرة  للهروب من العار والتخلص من الفقر علما أن زواج البنت لا يقضي على الفقر ولا يخلص الأب من المشاكل التي  تظل مستمرة رغم إبعاد الطفلة من دائرة الأسرة، لغياب مسببات التنمية الحقيقية التي تفتقر إليها المنطقة التي تعيش بؤسا اجتماعيا ملحوظا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى