رياضة

هشام عباس …حارس تعملق في البطولات الوطنية وهالة كانت ترعب أعتد المهاجمين


متابعة: حبيب سعداوي
هذه المرة نفتح صفحتنا مع اسم كبير صنع الفرجة وألهب المدرجات أيام مجد الإتحاد الرياضي للفقيه بن صالح  “عباس الأسد الذي يحمي عرينه باستماتة  “…الحارس العملاق الذي حال حبه للمدينة دون الاحتراف في أعتد الفرق”….كلها عناوين بقيت في أذهان الجمهور العميري ، وهي للمراسل الصحفي الأستاذ عبدالكريم نفدي…عناوين أخرى كثيرة تناولتها الصحف الوطنية كجريدة العلم ، والاتحاد الإشتراكي ، و l’opinion مع أبرز المراسلين الرياضيين آنذاك أمثال الأساتذة : عبدالكريم نفدي ، محمد أكرجوط ، عبدالمجيد النابوسي، محمد صقري، منداوي صالح ، والمحمادي ، وآخرون .
إنه هشام عباس، الحارس الذي لعب فأبدع ، خلق المتعة فألهب مدرجات الملعب البلدي بالفقيه بن صالح ، حتى أصبح الكل ينتظر مباريات الاتحاد بكل شوق ليتفرج على ارتماءات  سندباد الرياضة المغربية، وحارس مرمى الذي لازالت ميادين الكرة تشهد على عطائه المتواصل الآن بالمدرسة الكروية بالفقيه بن صالح. 
هشام عباس من مواليد 1950 بحي شعبي ” آيت الراضي ” الذي أنجب وما زال ينجب لاعبين كبار ، هذا الحي عشق أبناءه الكرة وعشقتهم ، وفتحت لهم باب الحظ ، وبأبسط الوسائل، حيث ظهرت عدة فرق من الأحياء التي كانت تحمل أسماء فرق وطنية معروفة كما صرح لنا بذلك في لقائه مع مدونة الفقيه بن صالح، اللاعب المتألق، والمدافع الصخرة “سي محسن المعطي ” .
هشام عباس لم يكن يعرف أن الأيام تختزن له موعدا مع المستديرة، فقد بدأ مشواره الكروي أيام طفولته بفرق الأحياء، أيام ” الكرة ديال ميكا ” ، تفجرت موهبته بالفرق المدرسية سنة 1965 ، بعدها واصل عباس موهبته كحارس مرمى لينظم إلى الفريق العميري وهو ابن السابعة عشرة من عمره. بدأت حكاية العشق بين عباس والجمهور العميري سنة 1968 حين إنضم رسميا للاتحاد الرياضي ، لتكتمل الفرحة بعد 4 سنوات بعدما صعد الفريق إلى القسم الثاني سنة 1972 .
واصل الفريق عطاءه وإنجازاته رفقة عباس وزملائه من اللاعبين الكبار، ليتحقق الحلم الكبير للجمهور العميري سنة 1980 بصعود الفريق إلى القسم الأول، حيث أصبح يقارع ويقهر اعتد الفرق الوطنية التي كان يلعب في صفوفها نجوم وأساطير كروية كبيرة.
الفريق العميري بفضل هشام عباس وزملائه حبسوا أنفاس لاعبين كبار أمثال عزيز بودربالة والتسير والداودي وكريمو والبوساتي وسحيتة وبكار والتيمومي والظلمي وآخرون…هذا الحارس الذكي ، العملاق…الحارس الذي يهوى السباحة في هواء الميادين الكروية، أبى أن يفارق الإتحاد الرياضي للفقيه بن صالح بالرغم من محاولات الإغراء ، وخاصة بعد تمثيليته المميزة داخل منتخب الأمن الوطني بتونس سنة 1975 حينها طلب منه الدليمي الالتحاق بالفريق القاسمي فرفض عباس ، ولازال  يتذكر عندما قال له الدليمي ” أنت تلعب بمدينة صغيرة وإلا تهرستي ، أجابه هشام  وإلا تهرست في سيدي قاسم ، فآلتفت الدليمي إلى الجهة الأخرى ولم يجد الطريقة الصحيحة لإقناعه” ، كما تمت المناداة على عباس من طرف الجيش الملكي سنة 1976 عندما رافقهم إلى إسبانيا في رحلة تحضيرية للفريق العسكري، وكذا الوداد البيضاوي الذي حاول أكثر ما مرة من ضم عباس إلى صفوف فريقه لكن دون جدوى “السيد كايعشق مدينتو والفريق ديالها “…سمكة البحرلا تستطيع مفارقة الماء والذهاب الى البر “هكذا عنونت إحدى الجرائد الوطنية مقالها ” ، وللعنوان معنى .التحق عباس في سنة 1976 بالمنتخب الوطني للأمل صحبة الأسطورة عبد المجيد الظلمي ونجم الكرة الفرنسية والوطنية ميري عبد الكريم الملقب بكريمو ومبارك نجم جمعية سلا وانافال نجم حسنية اكادير.
وفي سنة 1982 نودي عليه من طرف الناخب الوطني المرحوم العماري صحبة بادو الزاكي ولعلو، إلا إن الزبونية والمحسوبية التي تمارس آنذاك في جامعتنا أبت الاستمرارية لهشام مع منتخب الأسود، ليكمل مهمته في فريقه الأم الذي أوصله سنة 1981 إلى نصف نهاية كاس العرش، ولكن الإصابة حرمته من أن يلعب النصف النهائي الشيء الذي أثر على كل لاعبي الاتحاد بحيث كانوا بوجوده يشعرون بالاطمئنان لينهزموا بحصة ثقيله 4-0 مع الوداد البيضاوي الذي كان يلعب له الزاكي و بودربالة وغيرهم من النجوم الوطنية ، ولازال عباس يتذكر عندما دخل اللاعب اسحيتة إلى مستودع ملابس الفقيه بن صالح متذرعا بكونه محتاجا الى” سبارادرا” للتجسس على الفريق، فقال له هشام،” خلي هاديك التطويرة ديال الدار البيضاء رانا ما لاعبش” فزف الخبر إلى أصدقائه ففرحوا كثيرا فكانت الهزيمة ب 4 إصابات لصفر. 
كثير من الكلام يمكن أن يقال عن هشام عباس، لكن الكلمات لن توفيه حقه…هشام عباس حارس كبير مقدام جسور وصاحب مسيرة رائعة ؛ صنع تاريخ الاتحاد الرياضي في فترات سابقة، ذو الأخلاق العالية المستعين بربه ، هو قدوة لكل اللاعبين…فمن النادر جدا أن نجده في خصام أو مشاحنة مع لاعبي الخصوم بالملعب…دائما يتميز بالهدوء..ويتمثل فيه أكثر من غيره الروح الرياضية بأفضل ما تكون….قبل كل مباراة ، مباشرة بعد دخوله الملعب ينحني للأرض ليأخد بيده التراب ويقبله.
حراسة المرمى لدى هشام عباس موهبة من عند الله، و قد  لعب دورا سيظل منحوتا فى تاريخ الكرة العميرية خاصة والوطنية عامة….أسماء رياضية طالها الإهمال، صنعت يوما مجد الرياضة بالقبيلة، وتعيش الآن كل أنواع النسيان، وندعو من هذا المنبر الجميع ليتذكر بعض الرياضيين الذين طواهم النسيان، ويعيشون الآن في أوضاع النسيان بعد نهاية مسارهم الرياضي، حيث حجم الفارق كبير بين البداية والنهاية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى