بني ملال خنيفرة، وجهة سياحية محدودة الاستقطاب لعدم تثمين منتوجاتها
بني ملال، مؤهلات طبيعية وثقافية تحتاج إلى من يرافع عنها
تزخر بمؤهلات طبيعية خلابة، جعلتها مثار اهتمام سياح المناطق الجبلية، الذين يتوافدون لزيارتها من مختلف دول العالم، رغم ضعف تسويق المنتوج السياحي الذي يقتصر على السياحة الداخلية فقط، ويزيد من تهميشها غياب رؤية واضحة لدى المنتخبين الكبار الذين يفتقرون إلى منهجية وأداوت للحوار والمرافعة لإقناع الخواص للاستثمار في القطاع السياحي الذي يعتبر مجالا بكرا، ويحتاج إلى سواعد وإرادات حقيقية لتأهيله وجلب العملة الصعبة.
يستعيد قطاع السياحة بمختلف تجلياته دوره في فصل الصيف الذي يشهد دينامية خاصة لأفواج السياح التي تتقاطر على المناطق السياحية بعد سنة من العمل، وبالتالي فإن فرصة البحث عن أماكن للاستجمام والراحة تقتضي توفير فضاءات سياحية تتميز بجو معتدل تطفئ لهيب الحرارة التي تكوي الأجساد، الأمر الذي ينعدم في منطقة بني ملال التي تصل فيها درجات الحرارة مستويات قياسية ما يتسبب في اختناق الزوار الذين يفضلون الهروب إلى أماكن آمنة توفر لهم الرطوبة وتحميهم من سياط الشمس المسلطة عليهم.
ولعل الوضع البئيس التي تعيش السياحة في بني ملال، لم يك وليد اليوم، بل يمتد إلى عقود من الزمن عندما دقت فعاليات حقوقية وجمعية ناقوس الخطر، منذرة القائمين على شوؤن المدينة بما يحاك ضد حقول الزيتون التي كانت تظلل المدينة، إذ تسللت أياد آثمة لتجتثها واستعاضت عنها بصناديق إسمنتية من صنيعة وداديات سكنية أجهزت مكاتبها على آلاف أشجار الزيتون وحولت المدينة إلى خراب، ورغم الدمار الرهيب الذي لحق مئات الهكتارات من أشجار الزيتون ما زالت المشاريع الوهمية للوداديات السكنية تهدد ما تبقى من حقول الزيتون التي لم تعد تكفي لتلطيف الأجواء بعد التحولات المناخية التي زادت من معاناة ساكنة المدينة التي تعيش ظروفا قاسية بفعل حرارة الشمس القائظة.
ورغم معاول الهدم التي مازالت تجثت حقول الزيتون وتجهز على المناطق الخضراء، تعتبر جهة بني ملال-خنيفرة وجهةً مثاليةً لسبر أغوار العالم القروي والجبلي المغربي الأصيل، واستكشاف ثقافته الموغلة في القدم، والتي تحمل ذاكرة تاريخ أثيل يجسد حضارة عريقة تجسد شموخ الإنسان وتكشف عن أسرار تعتبر استمرار ا لحضارة كونية.
إن ما يثير زوار مدينة بني ملال والمناطق المجاورة لها، جمال الطبيعة التي تؤثتها سواقي ووديان منهمرة على مر التاريخ، وتكتب مياهها سيرة حضارة مستعصية على القبض ما يذهل الزوار الذين ينبهرون بالطبيعة الخلابة التي تضمن لهم ممارسة أنشطة ترفيهية في بيئة نقية ومحمية، والقيام بالعديد من الأنشطة الاستكشافية والرياضية كالمشي عبر المسالك والتجديف على طول الوديان وفي بحيرات السدود، وكذا صيد الأسماك والقنص وتسلق حافات وأجراف الجبال وغيرها.
ولثمين المنتوج السياحي بالمنطقة، الذي مازال يحتاج إلى عمل جبار من لدن القائمين على تطوير المنتوج السياحي بالمنطقة ليصبح مجالا للاستقطاب، حظي المنتزه الجيولوجي “مْكون” بمنطقة أزيلال، باعتراف منظمة “اليونسكو” باعتباره مجالا طبيعيا وبيئيا ورافعة أساسية للسياحة المحلية والجهوية من خلال استقطاب العديد من هواة السياحة الإيكولوجية والطبيعية .
وبهذا التصنيف، يبقى الفضاء البيئي منتزه مكون، المجال الترابي الممتد على مساحة 5700 كلم مربع وسط جبال الأطلس الكبير والمتوسط بين بني ملال وأزيلال، من الإنجازات المهمة والواعدة التي تتميز بها الجهة، كما يشكل قاعدة عملية ملائمة للبحث العلمي والبيئي، وفضاء يتيح للزوار والساكنة المحلية لحظات ترفيه واستجمام بامتياز.
ويندرج المنتزه الجيولوجي مكون، في إطار المحافظة على الثروات الطبيعية والثقافية للمجال الذي يشغله هذا المنتزه، وحماية الثروات الجيولوجية بالمنطقة، وتنمية وتطوير السياحة المستدامة والنسيج الاقتصادي، وإنعاش التراث الجيولوجي والطبيعي والإنساني للمنتزه وتوظيفه في مجال التنمية السياحية بالجهة
عين أسردون ملاذ الملاليين للهروب من حر الشمس
تعتبر عين أسردون المتنفس الوحيد لساكنة المدينة التي تلوذ بظلال أشجارها ومياهها المتدفقة كلما تعذر عليهم العيش في مدينة متربة، لا تنتج سوى الفوضى والضجيج الذي يتنامى يوما بعد يوم، ، في انتظار الحسم النهائي في ملف الباعة الجائلين وتوفير فضاءات لممارسة تجارتهم في ظروف إنسانية، بعد أن ثبت للمتتبعين أن الملف كان ورقة انتخابية رابحة، تستعمل في الأوقات المناسبة، ولم تكن النية سليمة لتسوية وضعيتهم رغم الوقفات الاحتجاجية ونداءات المواطنين التي كانت تحث على وضع حد للتسيب الفوضى التي تنتج مزيدا من البؤس والتهميش.
ونظرا لأهمية المنتجع السياحي، حث الوالي خطيب لهبيل على القطع مع الفوضى التي كانت تشهدها مرافقها، مع وضع استراتيجية لتأهيلها وتلبية انتظارات الساكنة التي باركت الأشغال التي شهدتها مختلف مرافقها في انتظار تهيئتها وفق معايير جديدة.
.في هذا السياق، اعتبر رئيس المجلس البلدي أحمد بدرة في تصريحه للعين الإخبارية، أن الموروث السياحي يدفعنا للتفكير في تنميته وتبويئه المكانة التي يستحقها سيما أن بعض المظاهر السلبية أضرت بالمنتجع وبالرواج السياحي خصوصا السياحة الداخلية.
وأضاف أن الاهتمام بفضاءات عين أسردون أصبح رهانا وتحديا لا محيد عنه لإعادة الاعتبار لجمالية وطبيعة الموقع السياحي لأنه متنفس طبيعي لساكنة المدينة ولكافة الزوار من جميع أنحاء وطننا الحبيب.
وثمن مبادرة الإشغال الجارية بمنتجع عين أسردون ما سيعطيها حلة جديدة للموقع بتدخل من المجلس وبتمويل ذاتي في أفق انطلاق أشغال التهيئة الكبرى في إطار الشراكة مع مجلس الجهة التنفيذ من الوكالة الجهوية لتنفي. المشاريع.
وأضاف بدرة، أن توفير الأمن في المنتجع، اقتضى إحداث مركز إداري للسلطة المحلية يترأسه رجل سلطة وأعوانه إضافة إلى مركز أمني تابع للملحقة الأمنية الخامسة لتعزيز الإجراءات الأمنية والحد من عمليات اقتحام المنتجع في إطار تحصينه من المنحرفين والجانحين.