غير مصنف

ساكنة مدينة بني ملال تحب الحياة ما استاطاعت إليها سبيلا

تستفيق ساكنة بني ملال، كل صباح، على تداعيات أخبار سيئة تتلقفها مواقع مهووسة بما تعتقده السبق الصحفي ، وتنشرها دون انتظار ترسيمها والتأشير عليها من قبل المصالح المختصة ما يخلف أوجاعا مؤلمة في نفوس أبناء المدينة الذين ينتظرون النشرة الوبائية لوزارة الصحة التي تصدر في الساعة السادسة مساء، لتصحيح المعلومات عن إحصائيات الوباء الذي يقتحم المنازل في صمت، ويخلف مصابين يجدون أنفسهم في مرافق المستشفى لتلقي العلاجات.

رغم الأخبار الصادمة التي ترصد حالة الوباء الذي يتمكن من ساكنة المدينة رويدا رويدا، تواصل الأسر الملالية حياتها اليومية العادية ، تخرج النساء للسوق من أجل التبضع، ويلوذ الرجال بالمقاهي لاحتساء فناجينهم اليومية، وتذوق نكهة الفهوى المثيرة، وفي المساء تنفلت النساء والأبناء من قيود البيت الذي يفرض عليهن حياة رتيبة، لاقتناص لحظات جميلة، والاستماع ببرودة تنفلت من عقال جحيم يومي تتسيد فيه الشمس إيقاع الحياة، معلنة سطوتها على المدينة التي تئن تحت سياط حارقة لا تنفع معها مكيفات الهواء ولا رطوبة كهوف المنازل.

تحب ساكنة مدينة بني ملال الحياة ما استاطاعت إليها سبيلا، رغم الأخبار السيئة التي ترد من المستشفى عن أعداد المصابين بمرضى الفيروس التاجي، الذين ملؤوا جناح كوفيد 19 لأنهم أحبوا الحياة، وكانت النتيجة كارثية بعد أن آثروا عاطفتهم ودفئهم العائلي على التقيد بالإجراءات الاحترازية في عيد الأضحى ما ترتب عنه عواقب وخيمة بعد انقضاء العطلة، إذ انفجر الوضع الوبائي رغم التدابير الاحترازية التي تحث عليهتا المصالح الطبية والسلطات المحلية التي تجندت بكل الوسائل لمحاصرة الوباء.

لم يعد المستشفى الجهوي ببنمي ملال قادرا على استيعاب أعداد المرضى المتزايد يوما بعد يوما، ولضمان العلاج لكافة المرضى يتم الاحتفاظ بالحالات الوبائية الخطرة، في حين تتم معالجة الحالات التي لا تظهر عليها أعراض الوباء في المنازل باتباع البروتوكول العلاجي إلى حين التشافي التام من المرض.

إن الرغبة في الحياة لا يشسفع لنا بالتخلي عن التدابير الاحترازية واستعمال الكمامات والتباعد الجسدي، وتفادي الأماكن المزدحمة واستعمال المطهرات للتخلص من الفيروس الذي ينتعش في الأماكن المغلقة، والتالي فإن مواجهة الوضع بعزيمة سيجنبنا الوقوع في الكارثة التي تتربص بنا، إذ لم نعمل على تطبيق كل التدابير الاحترازية .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى