تحويل مدارات مدينة بني ملال إلى فضاءات ميتة يقبر ما تبقى من الحياة في فضاءاتها

إحدى المدارات التي تقبر فيها الحياة في المدينة
ما الذي يقع لمدينة بني ملال التي كانت ” جنة فوق الأرض” كما وصفها مؤرخون كبار زارو بساتينها ومروجها وتركوا انطباعات جميلة لتوقرعا على طبيعة خلابة وسولقي تتدفق منها المياه في كل الفصول؟
لم يبق من طبيعتها الجميلة سوى بعض المناطق الخضراء التي استهدفها لوبي العقار الذي قطع أشجارها بعدما أجهز على كل أخضر في المدينة، لتصبح عرضة لحرارة مفرطة في فصل الصيف، تئن تحت ضربات ” العجاج” الذي حول فضاءاتها إلى مدينة الموت، لا تسمع فيها إلى زمهرير الرياح التي تشد أنفاس ساكنة تعيش لحظات رهيبة بعد أن تكالب عليها أعداء لا يعرفون الرحمة ولا الشفقة.
لم تبق في المدينة إلا بعض المناطق الخضراء التي قاومت التهميش ووقفت صامدة أمام حرارة الشمس لتخلص لماضي المدينة التي تتزين بوشاح أسود، بعد أن تلقت ضربات مسترسلة وموجعة أفقدتها رونقها ، ومازالت طبيعتها وجماليتها، على نذرتها، تتعرض للتدمير اليومي ما يحولها إلى مدينة للأشباح.
إن المدينة بحاجة إلى مشاريع تستهدف استعادة المدينة لطبيعتها الخضراء التي كان سمة مميزة لها، لأننا نعاني من ارتفاع مستمر لحرارة الشمس ما تؤكده كل الدراسات المستقبلية التي اأكدت ارتفاع درجات حرارة الأرض بشكل مستمر، ومقاومة المدينة لتداعيات التخريب والحرارة يقتضي انبعات مناطق خضراء وسط أحياء المدينة لتلطيف الأجواء بدل اجتثات ما تبقى من الحياة والاستعاضة عنها بأكوام الحجر والموت الأبدي؟