أسامة أنور عكاشة الأول في تاريخ الدراما العربية الذي منح إسم السيناريست حظوة خاصة
لا شك أن جيل الستينات والسبعينات من القرن الماضي، ما زال يستعيد ذكرياته الجميلة مع الدراما المصرية التي أنجبت أول كاتب سيناريو أثار الجدل، عشنا معه بشغف ليالي حارقة، ننتظر حكاياته وقصص مسلسلاته بشوق من “ليالي الحلمية”، الى “زيزينيا” إلى سلسلة لا تنتهي من المسلسلات التلفزيونية الموقعة باسم وقلم كاتب قضى ثلاثة أرباع حياته وهو يكتب.
إنه أسامة أنور عكاشة الذي وافته المنية سنة 2010، كاتب روائي ومسلسلات وأفلام، هو أحد أهم المؤلفين وكتاب السيناريو في الدراما المصرية والعربية، وتعتبر أعماله التلفزيونية الأهم والأكثر متابعة في مصر والعالم العربي.
في سن التاسعة تلقى الصدمة التي شكلت حياته وحفرت مجراها وكان لها الفضل الأكبر، في تحديد ملامح المستقبل ، كانت الصدمة هي فقدان الأم، وكان شديد التعلّق بأمه، قريبا منها إلى حد الالتصاق.
جاء الى القاهرة مراهقا، ويحمل بداخله مجموعة من الأحلام، وكانت رحلة الانتقال الى الجامعة للفتى الفلاح رحلة شائكة.
ولدت على يديه مكانة كاتب السيناريو، وأصبح للمرة الاولى في تاريخ الدراما إسم السيناريست ابتداء من “الشهد والدموع”، “الدموع والراية البيضاء”، “ليالي الحلمية”، و”أرابيسك”.
جاءت مجموعته الأولى بعنوان “خارج الدنيا” وقدمها يوسف غراب عام 1967، وروايته الاخيرة “سوناتا تشرين” عام 2009، ورواية “أحلام برج بابل” عام 1973، و”مقاطع من أغنية قديمة” عام 1985 وغيرها.
هو ابن “طنطا” وعاشق الاسكندرية، وقع أسامة في غرامها وكسب في عينيها بعذا من زرقته، ومنج من تاريخها قدرا من هيبته ومزيجا من علمه وحضارته، ووهب أبناءها النسبة الاكبر من تمرده وعنفوانه ونضجه، وخبرته وشيئا من أيامه القديمة ولياليه الاسطورية.