وداعا سنة 2020..ما سجله تاريخ أغبالة، إقليم بني ملال بأعالي جبال الأطلس في ليلة نهاية 15 اليوم الأولى من الحجر الصحي (فيديو)
مولاي زايد زيزي
وداعا لسنة النقم على البشرية، سنة ثنائية الأرقام 2020، فقدنا أعز الأصدقاء وفقدنا الوجوه المألوفة التي كانت تؤثت مشاهد حياتنا اليومية، شخصيات لم نكن نتخيل أن الوباء الفتاك سيهديها قربانا للثرى بدون سابق إشعار. سنة الفزع والخوف والتباعد الاجتماعي، حول من زمن قطع أواصر الرحيم بين الأباء والأولاد وبين الأحباب والأشقاء. بل هي سنة هلاك ملايين البشروالإفلاس والركود إلى أن أضحت سنة اليأس والرعب وسط شعوب المعمور. لكن الحمد لله، استطاع المغرب الحبيب أن يتصدى لها بحزم وصبر وبأقل الأضرار مقارنة مع بعض الدول الرائدة.
إذن، ما علينا إلا أن نقرأ صفحة تاريخ سنة نقمة ’’فيروس كورونا’’ ونطويها إلى الأبد. ونبدأ سنة 2021 غدا الجمعة، بكل الآمال والحماس والحب والوئام. فمني شخصيا ومن طرف طاقم ’’التحدي الإفريقي’’ لكم جميعا، كل متمنياتنا بحلول السنة الميلادية 2021، سائلين المولى عز وجل أن يدخلها علينا وعليكم بدوام الصحة والعافية والسلم والأمان وبالفلاح والنجاح وبالمسرات والسعادة.
في ليلة مظلمة دامسة، لكن منيرة بمصابيح الهواتف النقالة التي أضاءت بها ساكنة أغلب أحياء مركز أغبالة سمائها، إقليم بني ملال، احتفاء باجتياز الامتحان الأول في ال 15 اليوم الأولى لمحاصرة كوفيد 19، فيروس كورونا، الشبح الخفي الذي لا يراه المجهر إلا باستعمال تقنيات ثلاثية الأبعاد، فيروس غير مرئي، أوقف عجلة الاقتصاد العالمي دون سابق إشعار.
ليلة أبدعت فيها ساكنة أغبالة وأبهرت في لوحة فنية إثر إصغائها لخطاب مثير، اقشعرت له الأبدان وشعر كل من تابع المباشر من أعلى صهريج ’’تابرجييت’’ الشامخة بالقشعريرة تحت تأثير الكلمات الرنانة، ثناء وشكرا لكل القوى التي ساهمت في محاصرة عدو الإنسانية في القرن الواحد والعشرين.
تقدمنا بالشكر الجزيل لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الملك الدكي الهادئ، يعمل أكثر مما يتكلم، يمتاز ببعد النظر في عدة قضايا مصيرية. تقدمنا بالشكر أيضا للحكومة المغربية التي اشتغلت عن قدم وساق وبتنسيق محكم، دون أن نستثني قوات الأمن الوطني والدرك الملكي و الجيش الملكي والقوات المساعدة والولات والعمال وباشوات ورؤساء الدوائر وقياد وأعوان السلطة والأطقم الطبية ومساعديهم ورجال الوقاية المدنية وجميع قوى المجتمع المدني وأصحاب المتاجر من بقالة وبائعي الخصر والجزارة وأصحاب وسائل النقل ورجال النظافة، الكل ساهم من زاويته للتوعية والتحسيس واحترام تعليمات السلطات وضمان المؤونة في وقت الشدة لكل المواطنين، مع تقديم الدعم للفئات المعوزة والفقراء. ذلك سر تألق المجتمع المغربي في الأوقات العصيبة. وإن صح التعبير، فهي بمثابة ثورة الملك والشعب في نسختها الثالثة وفي عهد الملك محمد السادس نصره الله.
رجوعا إلى ساكنة بلدتي الغالية التي أعطت مثالا حضاريا، إذ، تضامن بعضها بالبعض، تعاطفا و تآزرا في الشدائد والمحن، مبادئ موروثة عن شهداء معركة تازيزاوت الشهيرة. نعم تقدمنا أيضا بالشكر الجزيل للجالية المغربية المقيمة بالخارج المنتمية لأغبالة التي ساهمت بمبلغ مالي، دعما ماديا لمساعدة المعوزين بالقفف دون أن ننسى جنود الخفاء الذين لا يقبلون بالرياء.
كم نحن فخورون بانتمائنا إلى هذا المجتمع الأبي الذي أبان عن حسه الوطني.