أراء وكتاب

الحملات الانتخابية فرص للكسب والهروب من شبح البطالة

العين الإخبارية

ارتفعت وتيرة الحملات الانتخابية بمدينة بني ملال بعد أسبوع صاخب، استعملت فيه مكبرات الصوت ومنبهات السيارات التي نفذت من سوق كراء السيارات، بعد سباق محموم من قبل المرشحين لاستغلالها في الدعاية الانتخابية، وكسب مزيد من الأصوات في اقتراعات 8 ستنبر.

واستعادت الحركة الاقتصادية عافيتها، نسبيا، بعد ركود اقتصادي، جراء تداعيات كوفيد 19 الذي جثم على قلوب أرباب الشركات الصغرى والمتوسطة التي أغلقت أبوابها ما تسبب في ارتفاع نسبة البطالة وتقليص فرص الشغل التي أصبحت نادرة، بل مستحيلة.

ووجد شباب مهمشون فرصتهم الأخيرة في الدعاية لأحزاب تجندت للمشاركة مقابل مبالغ مالية يتسلمونها نهاية كل يوم من الحملات التي ينظمها شباب عبروا عن غضبهم العارم عندما أتيحت لهم فرصة للتعبير، إذ لا تهمهم المبادئ الحزبية ولا الشعارات الفضفاضة التي تحارب الفساد والمفسدين.

 ورفعت الأحزاب المنافسة شعار مواجهة المفسدين والقضاء عليهم، إذ تحولت إلى لازمة تتردد على لسان كل من يجد بن يديه ميكروفونا، يستغله لتوجديه انتقادات لاذعة لمن سبقوه من مسيري المجالس الجماعية والجهوية، يتوعدهم بالمعاقبة حين تؤول الأمور إليه.

انتعشت مداخيل الشباب و الأسر الفقيرة خلال الأسبوع الأخيرة بعد أن وجد الأبناء والأمهات عملا مدفوع الأجر، لا يهمهم الاشتغال مع أحزاب اليمين أو الوسط أو هما معا في اليوم الواحد، النتيجة الوحيدة المضمومة هي المصروف اليومي الذي يخفف آلام الفقر الذي تعانيه فئات هشة وجدت في الدعاية الانتخابية فرصة لا تعوض، بل صارت الأمنية الوحيدة لهؤلاء أن تطول أيام الحملات الانتخابية وتمدد في الزمان لكسب مزيد من المال.

بلطجية كانوا يقضون أوقاتهم  مهملين في دروب مهمشة، ارتفعت سومتهم بعد تمت الاستعانة بهم، منها توجيه تهديدات إلى الخصوم وتوعدهم بشر العواقب، مقابل مبالغ مالية يتوصلون بها فور إنجاز المهمة بنجاح.

حتى النساء اللواتي تقدم بهن العمر ولم يجدن فرصة للعمل كمنشطات للأعراس والحفلات، توصلن بدعوات لاستعمال بنادريهن في الحملات الدعاية التي تفتقد بضها إلى برنامج واضح المعالم، وإحداث مزيد من الشوشرة والضجيج للتأثير على الخصوم الذين يستعينون بدورهم بفنانين فاتهم القطار  ما يخلق أجواء عبثية في المدينة التي تحولت إلى فضاء متسخ، بعد أن طوحت الحشود التي تمر من هنا بأوراق الدعاية الانتخابية بشكل عشوائي. لم يبق على نهاية الحملات الانتخابية إلا لحظات قليلة، ليتعبأ عمال النظافة لإزاحة أطنان الأوراق التي تغطي الشوارع والأزقة، بعد أن  قامت حشود من الشباب والنساء والأطفال برمي الإعلانات الدعائية في الشوارع العامة والأزقة بحقد كبير،  بدل التواصل مع المواطنين وإقناعهم بضرورة التصويت على الحزب لكسب مزيد الأصوات، لكن افتقاد هذه الفئة إلى أدوات الإقناع نظرا للمستوى الثقافي الهابط ل  أفقد الحملات الانتخابية بعض، وتحولت إلى بهرجة واستعراض للعضلات.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى