عادل اضريسي يتقاسم باكورته الفنية مع نزلاء السجن المحلي ببني ملال
العين الإخبارية
في إطار انفتاح المؤسسة السجنية على حركة الفن والإبداع لتمكين النزلاء المهتمين بهاجس الثقافة من التواصل مع المبدعين والتفاعل معهم، ضرب الممثل والكاتب المسرحي “عادل اضريسي” موعدا مع نزلاء ونزيلات المؤسسة السجنية بني ملال، وذلك بحضوره في رحاب المقهى الثقافي لتمكين النزلاء من التفاعل الإيجابي مع ما يقدم لهم من باقة فنية وثقافة متنوعة.
وأفاد المنظمون، أن اللقاء الثقافي يندرج ضمن فعاليات برنامج الجيل الجديد من البرامج التربوية الذي أطلقته المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التي تمنح للنزلاء فرصا أكبر للاندماج مع ما يقع في عالم الفن والثقافة.
قبل انطلاق اللقاء المخصص لمناقشة كتاب النص المسرحي لعادل اضريسي ” شهراجينيا” شكرت الأستاذة أمينة الصيباري مسيرة اللقاء، القائمين على المؤسسة السجنية على مجهوداتهم التي يبذولها لتنظيم أنشطة ثقافية بهذه لمؤسسة. ودعت نزلاء ونزيلات هذه المؤسسة إلى العناية بالكتاب والانخراط في الأنشطة والبرامج التربوية التي تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون واعادة الإدماج.
كما قدمت ورقة تعريفية للكاتب المسرحي الأستاذ عادل اضريسي الذي يعتبر قامة فنية ومسرحية بمدينة بني ملال، إذ يشتغل أستاذا للمسرح بمؤسسة الإبداع الفني والأدبي، فضلا عن كونه عضو اتحاد كتاب المغرب، حاصل على الإجازة في الأدب الإنجليزي وعلى ماستر في مقاربة النوع، حصد جوائز عدة منها جائزة كتاب المغرب للأدباء الشباب في فن المسرح عن مسرحيته ” البندقية والذئاب” وله عدد من الإبداعات آخرها نصه المسرحي ” شهراجينيا “
وعبر الضيف المسرحي عادل اضريسي عن امتنانه للمبادرة الطيبة للمنظمين للقاء، التي لامس من خلالها أبعادا اجتماعية وإنسانية، كما تحدث عن أسباب نزول هذا المنجز الفني قبل أن يختار له عنوانا مركبا لشخصيتين مختلفتين، شخصية فرجينيا وولف، الفتاة الأجنبية التي تتحدر من المملكة المتحدة، من وسط اجتماعي أرستقراطي، اشتغلت كاتبة وصحفية، وكرست حياتها للدفاع عن المرأة، ووجدت نفسها مرغمة على مواجهة شهرزاد الفتاة العربية، الكاتبة التي أرادت أن توظف لغة البوح والحكي لتعرية واقع المرأة المغربية المقهورة.
وتمكن مؤلف المسرحية عادل اضريسي من تكثيف أحداث هذه المسرحية من خلال خلقه حوارا مطولا بين الشخصيات الأربع، شهرزاد، فيرجينيا، المحامي وأخيرا الجلاد ما منح النص درامية خلقت الحيوية في مختلف ثنايا النص المسرحي.
وساهم النزلاء والنزيلات بأسئلتهم التي تنوعت ما بين دوافع اختيار العناوين والشخصيات ومنهجية الكتابة وأدوار الحكي المسرحي، في إثارة حماسة اللقاء والمساهمة في تغذية الفكر الإنساني والمجتمعي، ومقارنته بواقع المرأة في المغرب، دون إغفال الحديث عن مختلف المسرحيات التي تناولت موضوع المرأة وواقعها المر.
واستقبل ضيف اللقاء المداخلات بصدر رحب، وأشاد بعمقها الفكري والإنساني، وعبر عن فخره واعتزازه بالمستوى الفكري والمعرفي لدى هذه الفئة من النزلاء.
وكالعادة تخللت هذا اللقاء الثقافي فقرات فنية وموسيقية، وفكاهية أداها مجموعة من نزلاء ونزيلات هذه المؤسسة السجنية، التي كرست عادات فنية وثقافية حميدة، بعد أن فتحت أبوابها لاستقبال ضيوف الفن والإبداع.