جرائم ترويج المخدرات الأكثر تسجيلا في الأوساط التعليمية والجامعية
وضع آليات تربوية للحد من خطورة الجريمة بالمؤسسات التعليمية
ذكر محمد عياد رئيس المصلحة الولائية للشرطة القضائية، أن السرقات الموصوفة التي تتعرض لها المؤسسات التعلمية، غالبا ما ترتكب من طرف تلاميذ منقطعين عن الدراسة يحاولون بشكل من الأشكال الانتقام من مدرستهم، ما يدفعهم إلى تعريضها لأعمال تخريبية وإضرام النار في محتوياتها وإتلاف مدخرات وأرشيف المؤسسة.
وقال في عرضه، الذي ذكر فيه حصيلة التدخلات الأمنية على الصعيد الجهوي، أن جرائم ترويج المخدرات، الأكثر تسجيلا في الأوساط التعليمية، مشيرا أن جميع أنواع المخدرات تباع أمام أبواب الجامعات وداخلها، فضلا عن بعض المؤسسات التعليمية، مؤكدا أن مادة المعجون ومخدر الحشيش، وبصفة أقل مخدر الكوكايين والهيروين، الذي يباع على شكل لفافات لفائدة المتعاطين إليها، علاوة على مسحوق ” طابا” الذي بدأ يعرف رواجا ملحوظا، بل صار يثير اهتمامات الشباب ما يتطلب تدخلا حازما لمواجهة مروجي المواد المحرمة التي تضح بصحة المتعلمين.
ولم يفت محمد عياد، الإشارة إلى خطر الأقراص المهلوسة التي وصفها بالخطر الزاحف، التي أصبح المدمنون يقبلون عليها في ظل غياب إحصائيات دقيقة، فضلا عن استعمال لصاق السيلسيون الذي يستعمله المدمنون المتحدرون من الطبقات الفقيرة، والتعاطي للمشروبات الكحولية، ما يدفع القوات العمومية للتدخل سيما إذا اقترنت الجرائم بالعنف الجسدي.
وللحد من تنامي الجريمة بالفضاءات التعليمية وبمحيطها، يقول المصدر ذاته، وضعت المديرية العامة للأمن الوطني استراتيجية، تروم التدخل العاجل والقيام بالحملات الاستباقية بعد إعداد مسح خرائطي، وتحديد المؤسسات الأكثر عرضة لمظاهر الانحراف بالاستعمال المحكم للموارد البشرية التي اكتسبت خبرة ميدانية
وأسفرت التدخلات الأمنية بجهة تادلة أزيلال، عن حصيلة بلغت 742 تدخلا أمنيا خلال سنة 2013، مع تحقيق هوية 316 شخصا مشتبها فيه كانوا يحومون حول مؤسسات تعليمية، وبعد القيام بالتحريات اللازمة، تم ضبط 25 شخصا من أجل تهمة حيازة المخدرات وإيقاف 05 مشتبه فيهم بالغين و 07 قاصرين.
من جهته، اعتبر والي ولاية الأمن ببني ملال محمد واهشي في لقاء تحسيسي، نظمته الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلة أزيلال بتنسيق مع ولاية أمن بني ملال بثانوية موحا وحمو التأهيلية، أن إدارته تبذل جهودا كبيرة في مجال التحسيس والتوعية، بتنسيق مع الأكاديمية ونواب الإقليم، بعد انخراط الإدارة العامة للأمن الوطني في هذه التجربة من خلال توقيعها شراكة بين المديرية العامة للأمن الوطني ووزارة التربية الوطنية لمحاربة كافة أنواع الجريمة.
وأضاف، أن المدير العام للأمن الوطني، يولي شخصيا اهتماما كبيرا لهذا التنسيق الذي أثمر نتائج حسنة، للحفاظ على سلامة المتمدرسين والأطر التعليمية والمؤسسات التعليمية، إذ تتجلى استراتيجية الإدارة العامة للأمن الوطني في الاستثمار الجيد للموارد البشرية عن طريق تكوين موظفيها للانفتاح على المحيط الخارجي وتطوير الخدمات الأمنية، و توطيد العمل الامني في أفق تحقيق رؤية شمولية تهم التوعية والتحسيس و التربية على المواطنة.
وأشار مدير الأكاديمية عبد المومن طالب إلى برنامج الأكاديمية للحد من السلوكات السلبية التي تساهم في تنامي ظاهرتي الهدر والفشل الدراسيين اللتين باتت تعرفهما بعض المؤسسات التعليمية بالجهة، مع ذكره الإجراءات العملية المتخذة، من خلال القيام بالحملات التحسيسية بعد تأسيس المرصد الجهوي للعنف، وعقد شراكات مع جمعيات المجتمع المدني وإرساء آليات الإنصات والدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ وتقوية قدرات المتعلمين، وتفعيل أدوار الأندية التربوية داخل المؤسسات التعليمية.