البناء العشوائي يفضح جرائم المضاربين العقاريين المتحكمين في مصير بني ملال
ما يحدث لجبال مدينة بني ملال وسهولها، يعتبر جريمة شنيعة في حق إرث طبيعي شكل، على الدوام، حزاما ناجعا ضد الكوارث الطبيعية المفاجئة التي تتهدد حياة المواطنين الذين يكابدون، في صمت، آلاما فظيعة، بعدما أجهز البناء العشوائي على آمالهم ،في أن يحيوا حياة هادئة بعيدة عن منغصات الحرارة وما يستتبعها من تداعيات تبعثر تفاصيل حياتهم اليومية.
تحول الجبل الذي يسيج منطقة تسليت ( انظر الصورة) إلى منطقة آهلة بالسكان، تؤثتها البناءات العشوائية التي نبتت كالفطر، تبنى المنازل أمام أعين رجال السلطة وأعوانها الذين يباركون في صمت الجرائم الفظيعة التي ترتكب في حق الطبيعة.
فجأة، ظهرت لوبيات العقار وعصابات دمرت جمال مدن الجهة وتحديدا مدينة بني ملال( آيت تسليت، فوغال، أوربيع، آدوز، فم العنصر فضلا عن أحياء جانبية) لقد أطلقوا العنان للبناء العشوائي مستغلين، انزياحات الربيع الربيعي الذي كشف عن وجه مغاير، عصف بكل الآمال التي علقها أبناء المدينة الذين كانوا يحلمون بواقع غير هذا الذي يكابدونه، بعدما تفشى البناء العشوائي ، وأفرز مجموعة من الانتهازيين الذين راكموا ثروات مالية ضخمة، في غياب محاسبة حقيقية تجهض أمانيهم.
لم يكتف التتار الجدد، بتدمير الجبال التي تعتبر مناظر طبيعية آخاذة، تزيد من وهج المدينة وجمالها الطبيعي، بل فكروا في الإجهاز على المدار السياحي لعين أسردون، غير عابئين بالقرارات والدوريات التي تحرم البناء في المناطق السياحية المصنفة (sitestouristiques)
لم يكفهم ما ارتكبوه من جرائم في سفح المدينة، أدمت قلوب الأحرار والرافضين للتدجين، بل سعوا إلى تدمير آخر متنفس يحتمي به سكان المدينة ، ويلوذون إليه بعد ارتفاع دراجات الحرارة، إذ تصبح المدينة جحيما لا يطاق.
ينتهز المضاربون العقاريون، الذين سارعوا إلى شراء مساحات كبيرة في الجبال المطلة على عين أسردون، وينتظرون الفرصة لتوجيه الضربة القاضية التي ستحكم على المدينة بالفناء والمحو النهائي، لتردد الجبال العارية أصداء قولة الرحالة الفرنسي شارل دفوكو ” إن بني ملال كانت جنة فوق الأرض، مياه تتدفق في مكان وعيون لا تنضب، وأشجار وارفة الظلال”