تفكيك عصابة ببني ملال تستخدم الجريمة الإلكترونية لابتزاز الضحايا
أوقفت عناصر أمنية تابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية ببني ملال، أخيرا، ثلاثة مشتبه فيهم، وجهت إليهم تهم تكوين عصابة إجرامية كانت تنشط في مجال الإجرام الإلكتروني بهدف ابتزاز الضحايا من خلال نشر صورهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للضغط عليهم.
وأفادت مصادر مطلعة، أن أفراد العصابة تتراوح أعمارهم ما بين 24 و30 سنة، وحدتهم رغبة ابتزاز الضحايا الذين كان يتم إيهامهم أنهم أمام فتيات يقدمن خدمات جنسية عبر طريق الأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي قبل استدراجهم عبر دردشات ساخنة يتحرر فيها الضحايا من كل الثوابت الأخلاقية اعتقادا منهم أنهم حصلوا على صيد ثمين، لكنهم لم يتوقعوا أنهم ابتلعوا الطعم وسقطوا فرائس دسمة بين أيدي مجموعة من الشباب الذين استهواهم حب المال لكن دون البحث عن السبل الشرعية لتحصيله.
وأضافت مصادر متطابقة، أن من بين الضحايا الذين وجدوا أنفسهم بين حبائل أفراد العصابة، يوجد بعض مواطني دول الخليج، كانوا يتلذذون بصور فتيات عاريات، يقدمن أنفسهن على أنهم فتيات عازمات على تلبية رغبات الضحايا وبكل الوسائل، باستخدام مقاطع فيديوهات تتضمن لقطات ساخنة لا يقوى على مواجهتها الضحايا الذين يستسلمون لاستيهاماتهم التي تقودهم إلى الفضيحة.
ويستدرج أفراد العصابة ضحاياهم من مختلف الأعمار بعرضهم خدمات جنسية عبر الويب، لكن أثناء المحادثات الساخنة، يسارع أفراد العصابة إلى تصوير ضحاياهم في مقاطع فيديو وذلك في وضعيات جنسية مخلة ومشينة، إذ يتم بواسطتها ابتزازهم تحت التهديد بنشر صورهم والتشهير بهم عبر الأنترنيت، مقابل حصولهم على مبالغ مالية، كانوا يتوصلون بها عبر وكالات تحويل الأموال بواسطة بطائق تعريف وطنية مزورة.
وبمجرد أن علمت أجهزة الشرطة القضائية بولاية أمن بني ملال بخطورة الأفعال التي يقوم بها أفراد العصابة، تشكلت خلية أمنية لوضع سيناريوهات متعددة لإيقاف أفراد العصابة الذين تزايد عدد ضحاياهم، وفق المصادر ذاتها، وبعد تحديد هوية المشتبه فيهم من خلال القيام بعمليات معقدة والتواصل مع بعض الضحايا الذين أبدوا استعدادهم للتعاون بهدف وضع حد للكابوس الذي قض مضاجع مجموعة منهم، تم وضع سيناريو محكم عجل بإيقاف أحد أفراد العصابة في حالة تلبس بسحبه مبالغ مالية من إحدى وكالات تحويل الأموال ببني ملال.
ولم يتوقف عمل أراد الخلية الأمنية عند هذا الحد، بل تحركت آليات البحث والتحري وسلك المحققون سبلا متعددة بتسخير تقنيات متطورة للإيقاع بكل أفراد هذه العصابة الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بحجج دامغة تثبت تورطهم في عملية ابتزاز الضحايا.
وحجزت المصالح الأمنية لدى أقراد العصابة أجهزة إلكترونية كانت تستعمل في تنفيذ عمليات إجرامية متعددة فضلا عن حجز مبالغ مالية مهمة متحصل عليها من عمليات الابتزاز التي تعرض لها الضحايا، ليتم فتح تحقيق مطول مع أفراد العصابة قبل وضعهم تحت أنظار الحراسة النظرية في انتظار استكمال إجراءات التحقيق وتقديمهم أمام أنظار العدالة لتحديد شرط الجزاء بناء على التهم الموجهة إليهم.