” يا أيتها النفس المطمئنة إرجعي إلى ربك راضية مرضية وأدخلي فيعبادي وادخلي جنتي” صدق الله العظيم
في جو جنائزي مهيب ببني ملال تم تشييع يوم الأحد الماضي جثمان الراحل مولاي العربي الصومعي المقاوم والمناضل والعلامة ، نقيب شرفاء زاوية سيدي أحمد بن القاسم الصومعي، عن سن يناهز حوالي 105سنة على إثر مرض الم به.
وبحزن وألم على الفراق، ولا راد لقضاء الله وقدره، ودع شرفاء الزاوية نقيبهم، لمدة تزيد عن 6 عقود كان خلالها العلامة الشريف أمينا مشرفا، مخلصا، متعففا، حليما، مقاوما ومناصرا للحق، ورادعا للباطل، ومرجعا لثرات وتوابث الزاوية في كل محطات تاريخها، إضافة إلى كل مزايا النقيب الراحل الإنسان الخلوق النظيف الطوية، كان مصلحا بين الناس والقبائل والجماعات، وفي كل مرة يحتكم فيها الأطراف المتنازعة إليه وإلى شرفاء الزاوية تتحول محطة الإحتكام إلى محطة وئام وود والتأسيس أو تقوية لأواصر الأخوة والقرابة بين الأطراف، وكانت التشريعات التي يحتكم إليها مستمدة من كون الفقيد كان ودودا، وذو حظوة ذات رمزية روحية استلهم سيرتها الرمزية من سلفه الصالح ممن سبقوه او ممن تتربى على أيديهم من فقهاء وعلماء اجلاء، وهو ما أهله لأن يكون عطوفا ويصغي له الجميع، ويجمع شمل العديد. حتى أضحت له علاقات وروابط مع قبائل عدة من الشاوية، بني ملال، بني عمير، فرياطة، أيت سموزي، تادلة، أيت تودرت، أيت علي اوبراهيم، وقبائل أمازيغية كثيرة. أحب من خلال علاقاته بها الشعر الأمازيغي، مع إتقانه للغة الأمازيغية، وحفظه لذاكرة الزاوية والقبائل إضافة إلى ذلك فقد كان النقيب الشريف رحمه الله مسكونا بأمانة الحفاظ على ثرات ووقف وممتلكات الزاوية، بعفة، وبدون مقابل أوطلب للجزاء، وزهد يشهد به له الجميع.حيث إستطاع بذلك أن يخبر المساحات والمسافات شبرا شبرا. ولعل النقيب الشريف المناضل الراحل عندما كانت تتم مساءلته عن تعاطفه ومناصرته للصف الوطني الديمقراطي كان يجيب رحمه وبدون تردد، وبصرامة ” نحن الشرفاء، لا يمكننا أن نساند سوى الحق، ومن إحتمى بنا بحق نكون إلى جانبه“، وعلى إثر هذا المصاب الجلل تتقدم أسرته الكبيرة شرفاء الزاوية وكل معارفه، وأحبائه في الله والمرتبطين بالزاوية بأصدق التعازي والمواساة للجميع، وأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يدخله فسيح جنانه، رفقة الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
والعزاء الصادق موصول كذلك إلى عائلته الصغيرة: إلى أبنائه مصطفى – أحمد –سعيد –عبد اللطيف وحسن وإلى بناته: عائشة – السعدية – الزوهرة – خديجة – حفيظة – ليلى – زوبيدة وسمية. إضافة إلى كل أصهاره من عائلته: كريم – الحسني – العمري–الحراق– الهرادي – بن رحو– اضريوة – الثعلبي و اوزين، والعزاء كذلك لعائلة أيت خيدوم (عائلة وكيلي) و كذا عائلة غصنيوعائلة موكاري.
بالرحمة والمغفرة للفقيد وإنا لله وإن إليه راجعون.
حسن المرتادي.