حوادث

ضابط شرطة ببني ملال يطلق الرصاص الحي على شاب هائج ويصيبه في مقتل

اضطر ضابط تابع للشرطة القضائية يعمل بولاية أمن بني ملال، في حدود الساعة الثانية والنصف من صباح أول أمس السبت الماضي، إلى استخدام سلاحه الوظيفي ضد شاب كان في حالة هيجان قصوى فأرداه قتيلا قبل أن يطلق رصاصتين تحذيريتين، لكن دون جدوى.
ويتعلق الأمر بشاب يبلغ 18 سنة يقطن بالقرب من إحدى التجمعات السكنية التي بنيت بالسوق الأسبوعي القديم ببني ملال، كان في حالة هيجان  قصوى ما عرض والده لسوء المعاملة والعنف، ليضطر بعدها  للاتصال بعناصر الشرطة ملتمسا منهم تدخلا عاجلا بعد أن أحس بالخطر، لكن لم يتوقع أن تتطور الأمور إلى حد استعمال سلاح ناري للحد من تصرفه الطائش.
وأفادت مصادر مطلعة، أن دورية أمنية انتقلت على الفور إلى منزل والد الضحية حوالي الساعة الثانية ونصف من صباح أول أمس ببني ملال، بعد أن تلقت أوامر بضرورة التنقل لمساعدة الوالد الذي كان في موقف حرج سيما أن ابنه القتيل كان يهدد بسكين كل من يعترض طريقه ما أثار خوف بعض الجيران الذين استفاقوا من نومهم بعد تعالي تهديدات الضحية الذي بدا أنه كان في حالة غر طبيعية.
ورغم وجود عناصر أمنية التي سارعت إلى تلبية نداء والد الضحية،  ووصولهم إلى الحي الذي تحولت دروبه إلى مواجهة مباشرة بين الطرفين، هدد الضحية كل من يقترب منه بأسوإ العواقب، وتعبيرا منه على حالة الهيجان التي بلغها بادر على تكسير زجاج بعض السيارات الراسية، وقاوم رجال الشرطة بشراسة، بل عرض حياة أحد العناصر الأمنية إلى الخطر بعد محاصرته بالقرب من سقيفة الحارس الليلي، وبمجرد  إحساس رجل الأمن أن حياته في خطر اضطر إلى استعمال سلاحه الوظيفي مطلقا رصاصتين أصابتا الشاب الهائج في مقتل رغم تحذيره بإطلاق رصاصة في الهواء.
وانتهى المشهد الدموي بعويل والدته التي كسر صراخها سكون الليل، وتحول الحي إلى مناحة بعد خروج الجيران الذين عاينوا جثة الضحية غارقة في دمائها، ليتم نقلها إلى مستودع الأموات في انتظار نتائج التشريح الطبي والقيام بكافة الإجراءات القانونية بتنسيق مع النيابة العامة التي دخلت على الخط بعد إخبارها.
وباشر الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف ببني ملال صباح أول أمس مسطرة الاستماع إلى كل من يراه البحث مفيدا لاستجلاء حقيقة ما جرى في ليلة دامية تحولت إلى مادة دسمة لمستعملي” الواتساب” ومواقع التواصل الاجتماعي الذين تناقلوا صور الشاب القتيل الذي كان مجندلا على الأرض، وبدا رغم حلكة الليل يتلوى من الألم  ويحتضر، في حين كان صراخ وعويل والدته التي صدمت من هول المشهد يمزقان سكون الليل.
وذكر بلاغ صادر عن مديرية الأمن الوطني، أن رجل الأمن اضطر لاستعمال سلاحه الوظيفي ضد الشاب القتيل الذي كان يحمل سكينا من الحجم الكبير، علما أنه كسر زجاج ثلاث سيارات، وأبدى مقاومة شرسة لرجال الأمن ما اضطر ضابط شرطة لإطلاق رصاصتينمن مسدسه وأردته قتيلا على الفور.
وقد  حجزت مصالح الأمن السكين المستعمل في الاعتداء، كما استمعت إلى عدة شهود في النازلة في إطار البحث الذي تباشره المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة بني ملال في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة المختصة، في حينتم الاحتفاظ بجثة الهالك بمستودع الأموات رهن التشريح الطبي.
واحتجت أسرة الشاب القتيل صباح اليوم أمام مقر ولاية أمن بني ملال وطالبت بفتح تحقيق في وفاة ابنها قبل أن تتدخل جمعية حقوقية لمساندتها وحث المسؤولين على كشف الحقيقة كاملة.
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى