سياحة و سفر

التساقطات الثلجية تعيد الأمل للسياحية الجبلية لمدينة القصيبة

الصورة مأخوذة من وسط مدينة القصيبة التي أصبحت قبلة للزوار بعد التساقطات الثلجية الأخيرة

بقلم سعيبد فاالق

رغم التساقطات الثلجية التي غطت جبال الأطلس بالقصيبة، وشكلت حاجزا أمام تنقلات الأشخاص لقضاء أغراضهم، وعاشت بعض المداشر صعوبة كبيرة بعد أن انعزلت عن العالم الخارجي، ولولا تدخل مصالح عمالة بني ملال لإزاحة الثلوج وتسخير آليات وشاحنات لشق الطرقات وإعادة الحياة للعديد من ساكنة القبائل المجاورة لجماعة القصيبة وأغبالة  لتضاعفت محنة السكان، لكن الإصرار على مواجهة غضب الطبيعة التي تحولت نقمتها إلى نعمة بعد انفراج أحوال الطقس  سمح للسياحة الداخلية بالانتعاش بعد ركود اقتصادي أثر على معنويات التجار والمهنيين والحرفيين.

وتسود فرحة عارمة قلوب الباعة والتجار والمهنيون في مدينة القصيبة التي تحولت إلى فضاء سياحي، بعد أن شكلت الثلوج المتراكمة لوحة فنية استهوت زوار المدينة الذين حجوا إليها بالمئات للاستمتاع بالمناظر الخلابة التي أصبحت تتراءى من بعيد.

واستعادت الحركة الاقتصادية وسط مدينة القصيبة عافيتها سيما أيام نهاية الأسبوع التي تستقبل العديد من الزوار القادمين من مدن مغربية لقضاء لحظات جميلة وسط الثلوج، بعدها يقصد السياح المقاهي المصطفة على طول الشارع الرئيس بالمدينة الذي تحول إلى مطعم كبير يستقبل الزبناء الذين يتهافتون على الشواء و التهام لحم الضأن الذي يغري آكليه، لأنه لا يتوفر على الشحوم المضرة بصحة الإنسان.

يقبل الزوار، يقول صاحب مقهى شعبي 50 سنة، على تناول اللحوم المشوية لأنها فرصة الزبون التي لا تتكرر كثيرا، اللهم في أيام أعياد عيد الأضحى، وبالتالي فإن الزبناء يتهافتون على اقتناء كميات من لحم الغنم والماعز لتناوله في وجباتهم ما يدر علينا أرباحا مهمة، تعوض المآسي التي نعيشها لحظات الكساد طيلة السنة.

وأضاف، أن زوار المدينة يأتون من مناطق مختلفة من المغرب للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة التي تكسوها الثلوج أياما عديدة بعد تساقط كميات مهمة من الثلوج، ويقتضي ذوبانها أسابيع ما يسمح للسياحة الداخلية بالانتعاش بعد ركود اقتصادي جراء انتشار فيروس كورنا 19.

وأكد بوزكري التاجر أن جميع المهنيين يلتزمون بقواعد النظافة والحرص على تطبيق كل الاحترازات المطلوبة تفاديا لانتشار العدوى.

وينتظر المواطنون بفرغ الصبر انطلاق أشغال تهيئة منتجع تاغبلوت السياحي الذي يعيد للمدينة دورها الريادي في السياحة الجبلية، وإعادة الاعتبار لهذا المتجه سيكون فأل خير على المنطقة كلها سيما أنه يتميز بمواصفات طبيعية قلما نجده في منتجع طبيعي آخر.

ونظرا لأهمية السياحة الداخلية، فإن برامج التنمية المحلية تسعى لإعادة الروح للمدينة ومنتجعاتها السياحية، وبالتالي فإن مشروع بناء المحلات التجارية في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خاصة البرنامج الافقي الذي يهم اتفاقية شراكة بين جمعية أرباب المقاهي والجماعة الترابية القصيبة وولاية جهة بني ملال خنيفرة بهدف تغيير النمط العشوائي الذي كان سائدا في السابق بخصوص خدمات المقاهي لرواد المنتجع والذي كانت سمته الاساسية مقاهي بلاستيكية لا تستوجب أدنى شروط السلامة الصحية للزائر.

و اشار محمد وقربي رئيس المجلس الجماعي للقصيبة بهذا الخصوص أن مشروع تهيئة المحلات التجارية يمر بمرحلتين أساسيتين، الشطر الأول منها أنجز بتكلفة تقدر ب 650 ألف درهم في إطار شراكة بين الجماعة و ولاية جهة بني ملال خنيفرة  ويهم ،  البنيات الأساسية والانارة .

أما الشطر الثاني، يضيف رئيس المجلس الجماعي القصيبة، يضم ثلاثة شركاء وهم جمعية أرباب المقاهي وجماعة القصيبة  و ولاية جهة بني ملال خنيفرة ، ويستهدف  يناء المحلات بتكلفة تقدر ب  860 ألف درهم ، و بلغت مساهمة الجمعية التي تضم ثلاثين منخرطا 120.000 درهم .

ويهدف هذا المشروع الذي من المنتظر ان يكون جاهزا ابتداء من مارس 2021 الى خلق دينامية اقتصادية في المنتجع في إطار خلق مناصب شغل في بعدها الاجتماعي.

و ختم رئيس المجلس للقصيبة تصريحه بشكره والي الجهة خطيب لهبيل لذي يعود له الفضل في تنزيل هذا المشروع ومواكبته الشخصية لمختلف مراحل إنجازه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى