أخبار جهوية

التساقطات الثلجية نقمة في طيها نعمة

العين الإخبارية

أعادت الثلوج التي تساقطت على إقليمي بني ملال وأزيلال الأمل لساكنة ظلت تنتظر الفرج من السماء الذي طال انتظاره بعد سنين عجاف، خلفت مآسي اجتماعية أضرت بالأسر في الجبل التي كانت تقتات بما يجود به المطر عليها من خيرات.

ورغم الظروف الصعبة التي نجمت عن التساقطات الثلجية بكميات توقفت على إثرها حركة المرور في العديد من المحاور الطرقية التي تفسح المجال للساكنة للتزود بالغذاء والانفتاح على العالم الخارجي، استقبلت ساكنة المناطق الجبلية كميات الثلوج بفرح كبير لأنها تنتفع من مياهها التي تسقي الأشجار، وتروي عطش الأسر التي تقطع مسافات للتزود بالماء الذي يعتبر عنصر استقرار للعديد من المواطنين الذين يقترن بقاؤهم في المنطقة بوجود كميات الماء الكافي لسد احتياجاتهم ومتطلباتهم.

واستنفرت السلطات الإقليمية بإقليم أزيلال آلياتها لإغاثة لعض السكان الذين حوصروا بكميات الثلوج التي حالت دون قضاء مآربهم في مناطق نائية، ونجحت في إزاحة الثلوج المتراكمة في المحاور الطرقية التي توقفت فيها حركة السير والجولان ما عطل مصالح الساكنة مؤقتا.

واستعادت بعدها الحياة دورتها الطبيعية، بفضل تدخل مديرية التجهيز بأزيلال، مساء الجمعة الماضي، لإزاحة الثلوج المتراكمة بعد أن سخرت لهذه العملية كاسحات الثلوج، مدعمة بتقنيين كانوا يتدخلون لتيسير العمل لسائقي الشاحنات الذين بذلوا جهدا من أجل إعادة وفتح جميع المحاور الطرقية التي توقفت فيها حركة السير والجولان، فضلا عن قيام المتدخلين بمبادرات لفك العزلة على الساكنة التي استعادت إيقاع حياتها اليومي.

ولم تتوقف مديرية التجهيز والماء بتنسيق مع السلطات المحلية، تفعيلا لمخطط العمل الإقليمي الذي رصدته السلطات الإقليمية للطوارئ، عن العمل لفك العزلة عن التجمعات السكنية المحاصرة جراء التساقطات الثلجية والمطرية الكثيفة التي شهدتها العديد من المناطق بالإقليم.

وأفادت مصادر الصباح، أن التدخلات الاستعجالية، أسفرت عن فتح خمسة محاور طرقية أمام السائقين الذين تعطلت مصالحهم بسبب التساقطات الثلجية التي فاقت الحدود سيما أنها امتدت يوما كاملا ما أيقظ روح الأمل في نفوس الساكنة التي انتظرت طويلا لتزول فترة يأس عمرت طويلا وخلفت تداعيات نفسية واجتماعية كان لها الوقع السيء على حياة الساكنة الجبلية.

واستبشر سائقو السيارات التي توقفت مؤقتا في انتظار تدخل مديرية التجهيز، إسوة بالعديد من المواطنين المتحدرين من مدينة دمنات الذي قضوا أوقات عسيرة بعد توقفت رحلتهم بسبب الثلوج المتراكمة التي حالت دون وصولهم إلى بيوتهم.

كما تمت إزاحة الثلوج من الطريق الجهوية الرابطة بين آيت تمليل ودمنات فضلا عن  محاور طرقية عديدة بالمنطقة، وتحديدا بزاوية أحنصال وتيلوكيت وتبانت، وهي مناطق جبلية، تعيش ساكنتها ظروفا صعبة سيما في موسم الثلوج.


وغير بعيد على مدينة بني ملال، كست الثلوج قمة جبل تاصميت الحارس الأمين للمدينة حلة بيضاء بعد طول انتظار ما أقلق ساكنة المدينة التي باتت تقيس تباشير الموسم بكميات الثلوج التي تتساقط على قمة جبلها الشامخ.

ولم تكن كميات الثلوج المتساقطة الأخيرة تهديدا لحياة ساكنة الجبل، علما أن بعض المحاور الطرقية الجبلية انقطعت مؤقتا لكن التدخلات المستعجلة للآليات والشاحنات المخصصة لإزالة الثلوج في إطار تفعيل اللجنة الإقليمية للطوارئ ساهم في تحرير محاور طرقية في وقت وجيز، وعادت حركة السير والجولان إلى طبيعتها لتستمر الحياة من جديد.

وللاستمتاع بمناظر الطبيعة التي ارتدت حلة بيضاء زادت الجبل هيبة وجمال، نظمت العديد من الأسر خرجات للنزهة والاستمتاع بالمناظر الطبيعية في طريق مودج الذي توقفت فيه حركة السير، نتيجة الازدحام الذي نجم عن عدد السيارات الوافدة إلى المنطقة، إذ وجد سائقوها صعوبة في التنقل، ونجمت عن الاكتظاظ حوادث سير عابرة لكن لحسن الحظ لم تكن قاتلة.

وكست الثلوج مدينة أغبالة الجبلية رداء أبيض، أعاد لساكنتها سنوات الرخاء التي جعلتها قبلة للزائرين إذ كانت تنظم رحلات إليها للاستمتاع بمناظرها الطبيعية، ولم تحل المحاور الطرقية المقطوعة من توافد الزوار إلى المنطق يوما واحدا بعد تدخل السلطات المحلية ورجال الدرك الملكي، لفك الحصار المضروب على بعض الدواوير والمداشر.

وواصلت فرق التدخل عمليات إزاحة الثلوج لتحرير الطرقات من كميات التي تساقطت في وقت قصير بهدف تمكين المواطنين من التنقل إلى الوجهات التي يرتضونها، وتمكين العائلات من فرص التزود بوسائل العيش، لمواجهة قساوة الطبيعة التي لا ترحم ضعاف البشر.                                                                         سعيد فالق    

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى