القضاء على وباء كورونا التاجي مسؤولية جماعية

منظر جميل بموقع أوزود، سينتعش لا محالة بعد انجلاء غيوم وباء كورونا
قادتني خطواتي، خلال عطلتي القصيرة التي أقضيها بمنطقة أوزود، إلى مقهى متواضع لارتشف قهوة المساء بعيدا عن أهوال أرقام فيروس كورونا الذي سكن تفاصيل حياتنا الصغيرة، حتى أصبحنا طرائد الوباء الذي يتحين فرصة اصطيادنا ليضيفنا إلى قائمة ضحاياه بلا رحمة ولا شفقة…
فوجئت أن النادل عازم على عدم ارتداء الكمامة مهما كان الثمن، لأنه لم يؤمن بعد بوجود مرض كوفيد 19 ..وما يقال في وسائل الإعلام ليس إلا زوبعة في فنجان سيما أنه يشتغل دون هوادة، ويتعامل مع زبناء عديدين … ولم يحدث يوما أن أصيب أحدهم بالفيروس…
انتابني غضب شديد، كتمت مشاعر القلق التي انتابني، لأن محاولة إقناعه بخطإ معلوماته عن الوباء تبقى محاولة صعبة لتمثلاته الخاطئة الأمر الذي يستدعي وقتا أطول لمحوها واستنبات قيم ومعلومات جديدة بديلة عنها.. أكدت له أن الاقتصاد الوطني تضرر كثيرا بفعل تداعيات الوباء الذي شل مجالات السياحة التي تعتبر نموذجا حيا أمام عينيه، بعدما خلت الشلالات من السياح الأجانب الذين كانوا يملؤون المنتجع بحيوية ونشاط زائدين…
كان ينصت إلى كلامي ويتلفظ بكلمات يرسل من خلالها إشارات أنه لن يعدل عن أفكاره وكأنه يقول لي (لمن تعاود زابورك ياداوود) لم يشفع له قولي إن الجميع يعيش مرحلة قلق بعد تزايد عدد الوفيات في الأسابيع الأخيرة ، وإن البلاد تمر بمرحلة صعبة …فإما أن نكون أولا نكون…. وعلى المواطن على الأقل ومن باب حبه لأبناء هذا الوطن أن يرتدي الكمامة ويحترم مسافة التباعد الجسدي المسموحة لأنه بإمكانه فعل ذلك…
اضطر لتعديل موقفه نسبيا عندما قال إنه يشعر بالاختناق عندما يضع الكمامة، وبالتالي يفضل عدم ارتدائها… تساءلت وأنا أؤدي له ثمن فنجان القهوة.. هل البلد قادر على تجاوز محنته، وما زال يعيش بين ظهرانيه عشرات الآلاف من الناس الذين يؤمنون بهكذا أفكار تعتبر حاجزا أمام تنمية بلدنا، والقضاء على الوباء الذي يفتك بأرواح أبرياء لا ذنب لهم سوى أن متهورين لم يلتزموا بالتدابير الصحية وإجراءات الحجر الصحي ونقلوا لهم العدوى ؟