بني ملال..قرارات المجلس البلدي الارتجالية تضر بالمآثر الحضارية للمدينة
بقلم ذ/ مولاي زايد زيزي
يتسائل زوار منتجع ’’عين أسردون’’ ببني ملال، عاصمة جهة بني ملال – خنيفرة، من وقع وسلم التراخيص لحفر الفضاءات المتاخمة بالمعلمة التاريخية ل’’قصر عين أسردون’’ من أجل بناء أكشاك، ستوزع بالطريقة المألوفة ’’الباك صاحبي’’، دون مراعاة المحافظة على الموروث الثراتي للمدينة والحفاظ على جمالية الفضاء الراسخ في الذاكرة الملالية مند عقود خلت.
فإن دل هذا القرار الارتجالي المراد من وراءه استهداف الفئات ذوي الاحتياجات الخاصة للاستفادة من مشاريع مذرة للدخل، فالقرار في حد ذاته هو اعتداء واضح على ذاكرة أجيال برمتها، لن تقبل ولا تتحمل قرارات بعض المسؤولين على تدبير الشأن المحلي الذين يعانون الأمية والجهل في علوم الاستراتيجيات للمدى البعيد، تنقصهم التجربة والخبرة والحس والغيرة على المدينة التي لازالت تئن تحت وطأة تقرير مصيرها من طرف الوصوليين عديمي الضمير، أغلبهم ضمن كرسي الجمر بالمجلس بالأساليب المعروفة عند العامة.
كل زائر دب وهب إلى عاصمة الجهة، ولاحظ المؤهلات السياحية والطاقات الهيدرومائية التي تزخر بها بني ملال. وكم من ميزانيات وأغلفة مالية تم رصدها من أجل مشاريع تخص البنية التحية للنهوض بعاصمة الجهة والرقي بها ضمن الصفوف الأولى لعواصم جهات المملكة، يتبين له خلاصة، أن هناك تخبط وعشوائية في المخطط الجماعي التنموي للجماعة ككل، ويشتم روائح النهب والاختلاس والريع والتزوير والحماية بالبلطجة على ظهر المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة، إلى أن النخبة المثقفة وخيرة رجالات المدينة انسلوا وتركوا الساحة فارغة من كثرة الصياح والنواح الذي لم يجدي في شيء ولم يغير الأوضاع، لأن سيف الوصوليين أقوى من عتادهم النضالي.
نعم، الكل يعلم أن من بين أغلب أعيان المدينة حاليا، هم وصوليون، كانوا ضمن شرائح المجتمع الملالي البسيطة جدا، إلى أن فتحت أبواب الهجرة إلى الديار الأوروبية خاصة منها الإيطالية. واستغل معظهم الانصهار مع مجموعة محظورة ببلاد الروم. واشتغلوا في المحظور إلى أن اغتنوا غنى فاحشا حيث استثمروا في مشاريع بالمنطقة ليس من باب تبييض الأموال بل من باب الغيرة الزائدة لمربطهم الأصلي متنافسين ضدا على الجهات المركزية التي أهملت منطقة تادلة حيث تعد من الخزان المائي والفلاحي بالمملكة دون منازع. لكن كيف نرى تحت المجهر سلبيات زواج المال والجهل؟
وختاما لكل هذا، وبغصة في القلب غيرة على المدينة الغالية لدى العموم، نناشد الطبقات المثقفة والغيورة عليها وكل من استمتع بخيراتها أن لا يستسلم ويترك المدينة الجميلة بأيدي من لا يستحقها ولا يدري كيف ينصفها.