تكريس انتفاضة سيدي محمد بصير القيم الصوفية المغربية الصحراوية الأصيلة
متابعة : المولوع لكبير
نظمت الزاوية البصيرية بتعاون مع شعبة القانون العام والعلوم السياسية بكليةالعلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية أكدال (جامعة محمد الخامس أكدال الرباط) تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، ندوة علمية دولية أيام 16 -17 يونيه 2014 بمقر زاوية الشيخ سيدي إبراهيم البصير بني اعياط إقليم أزيلال، بمناسبة الذكرى الرابعة والأربعين لانتفاضة سيدي محمد بصير التاريخية بالعيون، تحت عنوان
“انتفاضة سيدي محمد بصير، تكريس للقيم الصوفية المغربية الصحراوية الأصيلة “
وافتتحت الندوة بكلمة الشيخ مولاي إسماعيل بصير خادم الزاوية البصيرية، نيابة عن كافة أهل البصير ومريدي الطريقة البصيرية ومقدميها وأساتذة مدرسة الزاوية وطلبتها ، إذ تناول بالتفصيل عرضا حول ( القيم الصوفية الصحراوية الأصيلة التى كرستها انتفاضة سيدى محمد بصير) مشيرا إلى القيم الروحية التي تعتبر زاد المتصوف الحقيقي.
إن سيدي محمد بصير هو ابن هذه الزاوية التى تهتم بالعلم والسلوك والتربية وتتبيث القيم الإسلامية في قلوب أبنائها وتلامذتها ،وتاريخها خير شاهد على أنها كانت أداة وصل بين القبائل سواء بالصحراء أو بسوس أو بتادلة ودكالة.
إن القيم الصوفية المغربية الصحراوية الأصيلة، يقول شيخ الزاوية التي كرستها انتفاضة سيدى محمد بصير، تتجلى في قيم الالتزام والتشبث بالمبادئ، و وإذ تقوي هذا الوازع الإيماني لدى الإنسان الصحراوي، يقول الشيخ، فإن الوحدة والتوحد والتعاون والانسجام وتوحيد الرؤى وحسن الجوار ونبذ نعرات العصبية القبلية والعداوة القبلية ، عناوين كبرى لحياة الصحراويين وزاد روحهم.
كما أن القيم الصوفية المغربية الصحراوية الأصيلة، استطاعت أن تنتشر في الكثير من البلدان الإفريقية، وتتأسس على هدى من الله، وهكذا وجدت الكثير من الطرق الصوفية المغربية ملاذها وموطئ قدم لها في هذه البلاد، ولا عجب أن نجد من بينهم من يفتخر بانتسابه الروحي إلى الطرق الصوفية المغربية، بل إن أكثرهم يعلن أن في عنقه بيعة لأمير المؤمنين بالمملكة المغربية ، وقد رأيتموهم مؤخرا كيف استقبلوا جلالة الملك محمد السادس نصره الله استقبال الأبطال الفاتحين.
وشارك في هذه الندوة شاركت دول عدة منها: الغابون وساحل العاج، السينغال، والسودان، و بوركينافاسو ، وغينيا كوناكري، و النيجر، واليمن،و فلسطين، وألمانيا، وإيطاليا، و فرنسا، وأساتذة كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بأكدال الرباط.
وقد تدارست الندوة طيلة ثلاث جلسات، الأولى كانت بزاوية البصير ببنى اعياط، والثانية بمركز الفقيه بن صالح والثالثة بمركز أزيلال، تناولت خمس محاور، كانت كالشكل الآتي:
المحور الأول: المناضل سيدي محمد بصير وأولوية قضيته.
المحور الثاني: التدين المغربي: انتشاره وآثاره.
المحور الثالث: القيم الصوفية المغربية الصحراوية وامتداداتها بالقارة الإفريقية، ودورها في
الحفاظ على لحمة البلاد وتحقيق الاندماج .
لمحور الرابع: القيم الصوفية ودورها في تحقيق الاندماج ومحاربة الفرقة والتشتت.
المحور الخامس: الدور المغربي لحل قضية الصحراء المغربية.
وتحدثت معظم المداخلات، عن القيم الصوفية المغربية الصحراوية الأصلية، التي تتسم بالتسامح والتآخي والتواصل والتكاثف والتضامن والشهامة والكرامة وصفاء السريرة والطيبوبة والمروءة والورع والنخوة والشجاعة والروح الشاعرة والتقرب من الله، والتوسط في النزاعات والتحكيم، وإنصاف المظلومين، و غيرها، كما أن تاريخ الصحراويين صوفي، لا يكاد يخلو منها بيت من بيوتات أهل الصحراء.
كما أشارت إلى أن الحياة المعاصرة التي يحياها الإنسان الصحراوي اليوم،لكن نجد مخططات أعداء الوحدة الترابية الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة إلى تغيير أخلاق الصحراويين، وقيم أسلافهم ليصبح التنكر للقيم الصوفية المغربية الصحراوية الأصيلة هو طبعهم الأصلي، فكل عملهم وأملهم أضحى يتركز في غرس القيم النفعية والمادية فيها ، وهى قيم لا تنسجم مع أصالتنا وإسلامنا، ما يفرض على الشعب الصحراوي أن يظل مكافحا ومقاوما من أجل القيم التي ناضل ومات عليها مانديلا ”
و تأتي هذه الندوة العلمية الدولية التي تؤصل قيم الإخاء والمحبة والمودة، التي عبر عنها إرث الأجداد والأسلاف بالصحراء المغربية، إلى أن جاءت انتفاضة الفقيد سيدي محمد بصير لتكرس حركة تحررية روحية أخلاقية وتعيد الاعتبار لهذه القيم ،التي تبقى الوسيلة الناجعة اليوم لمعالجة مشكل الصحراء المغربية المصطنع، إذ لن يكون الحل إلا بفضل أبناء الصحراء الأشاوس لما يمتلكونه من إرث حضاري إنساني يتغاضى عن أخطاء الماضي ويتجاوز الحساسيات السياسية الضيقة.