جناح كوفيد 19 ببني ملال يشهد ضغطا وإصابة عدد من الممرضين بالفيروس حتم على المسؤولين تقديم طلب الاستعانة بالطب العسكري

الصورة: مختبر التحليلات الطبية الخاصة بكوفيد 19 بالمركز الاستشفائي بني ملال
تبدو الحركة غيرعادية بمستشفى كوفيد 19ببني ملال منذ الساعات الأولى من كل صباح، إذ يتوافد على أجنحة المستشفى التي تتنوع اختصاصاته العديد من المرضى أو المشتبه فيهم، ويتميز الجناح الخاص بمختبر التحليلات باستقبال أعداد ه من المخالطين الذين يشتبه فيهم إصابتهم بالفيروس، ونظرا للضغط النفسي الرهيب الذي يعيشونه، لم تعد لهم طاقة للصبر وانتظار أدوارهم أمام مدخل الجناح الذي يشرف عليه حراس لا يترددون في ردع كل من يحاول خرق النظام.
في الجناح المقابل من المستشفى، يطل مرضى من شرفات أجنحة خصصت لاستقبال مرضى كوفيد 19 ، وينتظرون استكمال مدة العلاج يحذوهم أمل العودة إلى حضن أسرتهم التي افتقدتهم أسابيع كانوا يتلقون فيها العلاج الصارم الذي يقتضيه البروتكول العلاجي ، مع إبداء الصرامة مع كل مريض تخاذل في تطبيق العلاج، وينتظر المرضى المصابون بالفيروس الفرج كل يوم وسماع أسمائهم تدرج ضمن قائمة المحظوظين الذين شفوا من المرض.
يشعر الزائر لجناح كوفيد 19 أن الأمور تسير بالجدية اللازمة، المستخدمون يرشون مواد التعقيم في كل مكان يشتبه فيه وصول الفيروس إليه، الزوار والممرضون لا يتوانون في ردع من يتخلص من الكمامة التي أرهقتهم بفعل حرارة الشمس المفرطة، الجميع يحرص على تطبيق التباعد الجسدي خوفا من انتقال العدوى بعد أن حطمت بني ملال كل الأرقام المسجلة، وأصبحت تحتل صفوفا متقدمة نظرا للأعداد الكبيرة من المصابين التي تسجل كل يوم رغم التدابير الاحترازية التي تحرص الجهات المسؤولة على تطبيقها، لكن لا حياة لمن تنادي؟
بعد الارتفاع المطرد لأعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد بجهة بني ملال خنيفرة، قررت السلطات الولائية المرور للسرعة القصوى للحد من انتشار العدوى بعد تسجيل أرقام قياسية في الجهة، كان آخرها تسجيل 103 حالة يوم أمس الاصنين وشفاء 154 حالة بالجهة، أما عدد الإصابات المؤكدة بكورونا بجهة بني ملال خنيفرة منذ ظهور الوباء فيصل 2199 حالة منها 1012حالة شفاء و 23 وفاة و1164 حالة قيد العلاج .
ونظرا لأعداد المصابين الذين يتزايد عددهم يوما بعد يوم، لم تعد أجنحة مستشفى كوفيد 19 قادرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من المرضى، وتم التفكير في نقل مجموعة منهم إلى مستشفى مولاي إسماعيل بقصبة تادلة لاستكمال العلاجات، مع إقناع آخرين بتلقي العلاج في منازلهم وتطبيق البرتوكول العلاجي بحذافيره.
وتبذل الأطر الصحية ببني ملال التي تشتغل في مستشفيات الإقليم والمراكز الصحية التابعة لها مجهودات كبيرة في استقبال وعلاج مرضى كوفيد 19 ما أدى الى تعرض العديد منهم الى الإصابة بفيروس كورونا، إذ تتحدث مصادر عما يفوق 30 حالة مرض ما خلف خصاصا مهولا في الموارد البشرية العاملة بالجناح، وتتداول أنباء دخول الطب العسكري على الخط في الأيام القليلة المقبلة لدعم جهود الاطباء و الممرضين بالمركز الاستشفائي الجهوي لبني ملال في مواجهة جائحة كورونا اعتبارا للتجربة و الكفاءة والصرامة التي يتمتع بها الطب العسكري الذي اشتغل بالمركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال بعد تفشي الجائحة.
ونظرا لتسارع وتيرة العدوى، شددت السلطات الجهوية والإقليمية، المراقبة على مداخل ومخارج إقليم بني ملال، فضلا عن الإغلاق الجزئي أو الكلي لعدد من القطاعات التي تعرف رواجا ينجم عنه ازدحام كبير بين المواطنين، مع تحديد مواعيد إغلاق المقاهي في السادسة مساء، والثامنة مساء بالنسبة للمراكز التجارية والاسواق الممتازة.
وشدد والي الجهة، على مزيد من الصرامة وضرورة تنفيذ التدابير الاحترازية، وعدم التساهل مع المخالفين الذين يتهاونون في مواجهة الداء الفتاك، للحد من انتشار الفيروس الذي استعاد نشاطه بعد عيد الأضحى بعد أن تراخى المواطنين في تطبيق تدابير احترازية للحفاظ على المكاسب التي حققتها بلادنا في المرحلة الأولى من الحجر الصحي.
وشرعت السلطات المحلية والأمنية في تسجيل مخالفة للمتمردين على القانون ومعاقبة كل من يتراخى في تنفيذ القرارات الصادرة، بموازاة مع تنظيم أيام تحسيسية لفائدة المواطنين، وحث مالكي المحلات التجارية بالمدينة القديمة (القصبة، لهريا) على إغلاق محلاتهم التجارية والالتزام بالتدابير الوقائية للحد من انتشار الوباء، وإخلاء فضاءات ساحة الحرية تفاديا للازدحام بين المواطنين الذين كانوا يتوجهون كل مساء إلى ساحة الحرية للتبضع والترويح عن النفس.