رواية “روائح مقاهي المكسيك” تستعيد نوسطالجيا مدينة الفقيه بن صالح
بعد إصداره لمجموعته القصصية الأولى أنفاس الصادرة عن وزارة الثقافة سنة 2006، ثم صدور المجموعة الثانية ” رقصة زوربا ” الصادرة أيضا عن وزارة الثقافة سنة 2010 ، يعود الروائي عبد الواحد كفيح بنفس سردي روائي طويل وعميق بإصدار جديد تحت عنوان” روائح مقاهي المكسيك “الصادرة عن مؤسسة سليكي للطباعة والنشر بطنجة.
وتتويجا لإصداره الجديد الذي شغف قراء مدينة الفقيه بن صالح، احتفل فرع اتحاد كتاب المغرب الفقيه بن صالح بني ملال، بتوقيع الرواية بدار الشباب أم الربيع الفقيه بن صالح السبت الماضي بحضور فعاليات من المدينة، وسمت الأمسية الثقافية بحضوره النوعي والمكثف، والذي أثار تذوق القراعة ومتعتها من خلال رواية الجديدة للمبدع عبد الواحد كفيح الذي يشق طريقة بإصرار نحو عالم الرواية الحديثة.
وترأس الندوة النقدية، الباحث التربوي برناكي بوعزاوي، بمشاركة كل من الشاعر والناقد عبد الغني فوزي، والناقد المحجوب عرفاوي والقاص والشاعر عبد الله المتقي، والقاص الناقد حميد ركاطة والقاص الأديب الجاحظ مسعود الصغير والروائي والقاص محمد فاهي، وهم من الفعاليات الثقافية المحلية التي تؤسس لفعل ثقافي جاد يرسم خارطة جديدة للثقافة المغربية التي تنفلت مكن كل أشكال التنميط والتمجيد الذاتي.
والملاحظ، أن رواية ” روائح مقاهي المكسيك” من الحجم المتوسط، تتكون من 160 صفحة، تناول فيها الكاتب موضوعا استأثر باهتمام الفلسفة الحديثة التي ويتعلق الأمر بشقاء الإنسان/ سعادته، والسبل الكفيلة للخروح من جحيم الحياة التي تتحكم فيها شقاوة الآخر الذي ظل يسلب الحرية الذاتية للإنسان في صراعه مع الآخر.
كما لا تخلو الرواية من أبعاد اجتماعية ونفسية، شديدة الارتباط بظروف مجتمع مغربي خرج لتوه من ربقة الاستعمار، واختار الكاتب أن يجري أغلب أحداثها في إحدى المقاهي الشعبية التي تنبت كالفطر داخل أزقة عتيقة، كانت تعرف في مدينة الفقيه بن صالح بمقاهي المكسيك.
كما تناولت الرواية رحلة الإنسان بحثا الاستقرار، وبالتالي وجدت بعض الأسر استقرارها، في حين أن أخرى ظلت تائهة ومرتحلة على الدوام، تعيش حالات التشظي والانكسار العاطفي وانهيار القيم، من خلال المسار الحياتي القاسي الذي يعيشه السارد الذي يعتبر العمود الفقري والنواة الصلبة للرواية، فضلا عن تطرق الرواية في كثير من الأحايين إلى أحداث ثانوية تتعالق بالحدث الأول أو المركزي.