قافلة الدفء تصل زاوية أحنصال رغم خطورة الطريق وسمك الثلوج واستفادة أزيد من 1600 مستفيدة ومستفيد
انطلقت قافلة الدفء في نسختها الرابعة التي نظمتها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة تادلة أزيلال بمساهمة عدة شركاء حوالي الساعة الخامسة صباحا من يوم السبت 24 يناير 2015 قادها مدير الأكاديمية عبد المومن طالب ونواب أقاليم بني ملال والفقيه بن صالح وأزيلال و طاقم إداري تجند إلى جانب متطوعي الهلال الأحمر المغربي لإيصال المساعدات إلى الجماعة القروية زاوية أحنصال الواقعة بين جبال أزوركي
، موريق وأعيوي أعلى القمم بإقليم أزيلال حيث كان الجميع متحمسا لتقديم الخدمة الإنسانية لأطفال و أسر عزلتهم الثلوج الكثيفة التي لم تشهدها المنطقة منذ عقود حسب تصريح بعض السكان ، والمسافة التي تربط مدينة أزيلال بزاوية أحنصال هي 82 كلم تتشكل في معظمها من منعرجات جد خطيرة خصوصا بعدما كست الثلوج جميع المسالك و المحاور الطرقية بها ، وفي الكلم 22 من أزيلال ، وبعد بزوغ الأشعة الأولى للشمس الذهبية ، توقفت القافلة لمدة فاقت الساعة والنصف بسبب انزلاق السيارات رباعية الدفع والشاحنات المحملة بالمساعدات بسبب علو الثلوج التي غطت الطريق حيث تدخل طاقم من مديرية التجهيز والنقل واللوجستيك باستعمال كاسحتين للثلوج والتي كسرت الحواجز لاستئناف القافلة حيث شقت طريقها المشكلة من عقبات ومنحدرات تطل على بعض المساكن المنتشرة هنا وهناك بأسفل الجبال والتي لا تظهر منها إلا المداخن ، وخلال فترة استراحة قصيرة في انتظار وصول إحدى الشاحنات المحملة بالمساعدات ، اغتنمت الجريدة الفرصة للحديث مع بعض السكان الذين عبروا عن فرحتهم بالعناية الملكية السامية التي حضوا بها من خلال وصول المساعدات والأدوية والمواد الغذائية ونقل المرضى رغم الظروف الصعبة التي عزلتهم حيث شكلت هذه السنة لديهم استثناء من حيث كميات الثلوج التي لم تشهدها المنطقة منذ عقود ومواجهة قساوة البرد بفك العزلة المضروبة عليهم ، وفي هذا الإطار عبر مدير الأكاديمية عن افتخاره بنساء ورجال التعليم على تفانيهم في العمل و تحملهم للمسؤولية الكاملة في ظل الظروف الصعبة التي تلاحقهم و خاصة بالعالم القروي النائي معتزا باحتلال جهة تادلة أزيلال المراتب الأولى في النتائج المحصل عليها بجميع الأسلاك على الصعيد الوطني ، كما شكر جميع الشركاء خصوصا مستخدمي التجهيز الذين كان لهم الفضل في فتح الطريق ذهابا وإيابا مؤكدا أن نسخة بعد أخرى من قافلة الدفء تعطي انطباعا جيدا و شركاء جدد و أن الهدف منها هو إدخال البهجة و السرور في نفوس المتعلمين و أسرهم و تشجيع التمدرس بالعالم القروي والحد من الهدر المدرسي . وبعد مضي خمس ساعات من السفر، وصلت القافلة إلى المدرسة الجماعاتية المحدثة بمركز زاوية أحنصال والتي ستفتتح أبوابها مباشرة بعد العطلة الحالية ، وقد تجند طاقم القافلة بمساعدة رجال السلطة ومتطوعي الهلال الأحمر المغربي لترتيب المساعدات وتوزيعها على التلاميذ وأسرهم والبالغ عددهم 1600 مستفيدة ومستفيد في جو قضت حرارته على برودة الطقس التي وصلت مساء إلى 5 درجا ت تحت الصفر حيث عمت الفرحة جميع الأرجاء لتتراءى بعض الأسر رفقة أبنائها محملة بالمساعدات وهي تشق طريقها عبر المسالك المؤدية نحو مساكنهم المحاطة بالثلوج من كل جهة ، وأثناء العودة ، صادفنا في الطريق فرقة من عناصر الدرك الملكي مستعملة دراجات نارية مزلاجة فكت الحصار عن بعض السكان وإجلائهم إلى الطريق كما عملت على نقل شخص مريض و الذي تكلف به طاقم طبي كان في انتظاره على متن سيارتي إسعاف ، وقد تعالت الهتافات باسم قائد البلاد والعناية التي مافتيء جلالته يوليها لرعاياه الأوفياء بهذه المناطق الجبلية المعزولة و التي تحولت إلى رداء أبيض وشح أرجاءها مما يغري بأخذ صور تذكارية لطبيعة أبدعها الخالق
عبد العزيز هنــــو