كيف تصبح غنيا، بعد أن كنت “ربنا خلقتنا”…
التعمير والتخلويض السياسي وسيلة لتحقيق طموحك.
متابعة( ك.ك)
مناسبة هذا الكلام، ما أضحى يتمتع به بعض المستشارون المحظوظون من ثروة خيالية داخل جماعات حضرية وقروية بالجهة، بعد أن كانوا يجدون صعوبة في توفير قوت يومهم، لاحترافهم مهنا بسيطة تكاد لا تؤمن لهم حتى مصروف الجيب، لكن “وصفة” المستشار، واختراف السياسة الرديئة غيرت واقعهم المزري، وحولت مستواهم المعيشي إلى الأحسن مقارنة مع ماضيهم غير المأسوف عليه.
تفريخ البناء العشوائي والممارسات الرديئة، والتجزيئ السري واستنبات تجزئات تفتقر الى أبسط شروط ومواصفات التجزئات السكنية المقبولة قانونا، طبقا لدفتر تحملات قانون التعمير المعمول به في هذا المجال، كل ذلك وغيره عاد على ثلة من المستشارين وبعض موظفي مصلحة التعمير بالنفع العميم، إنهم يعرفون خبايا ودواليب البلديات والجماعات القروية، بل أصبح قطاع التعمير بالنسبة لهم الدجاجة التي تبيض ذهبا.
حري بالذكر، أن العديد من ملفات التعمير المشبوهة، إن تم التحقيق فيها من قبل لأنهم ببساطة، تحولوا بقدرة قادر إلى مجزئين عقاريين ومالكي عمارات وحسابات بنكية تنوء بأرقام خيالية لم نسمع عنها إلا في قصص ألف ليلة وليلة وفي قصة علي بابا والأربعين حرامي، مستشارون جماعيون ومن يلف حولهم، وسماسرة كدسوا ثروات في “رمشة عين” وأصبحوا يمتلكون العقارات والأموال الباهظة دون حسيب ولا رقيب.
السؤال الوجيه الذي تطرحه فعاليات المجتمع المدني في كل مدن الجهة، كيف لهؤلاء أن يتحولوا من حالة العوز المادي، إلى أغنياء يملكون حسابات بنكية في مختلف المدن، بل منهم من اشترى عقارات في أروبا، ولم تتم مساءلتهم عن مصدر هذا الغنى الفاحش، تفعيلا لمبدأ الحكامة وربط المسؤولية بالمحاسبة حتى لايفلت المتورطون من العقاب طبقا للقانون؟
لم تخل الزيارة الميمونة من مفاجئات في بعض المدن التي زارها الملك محمد السادس، إذ رفع حشد من المواطنين شعارات تستغيث بصاحب الجلالة نصره الله مطالبن بمحاسبة من نعتوهم ب”كروش الحرام، الشفارة،الخوانة” ووجهوا رسائل مجهولة إلى من يهمهم الأمر، للتدخل العاجل ووضع حد للممارسات التي تفتقد إلى أدنى حد من المسؤولية.