مطالب بتعميق البحث في وفاة شابة كانت حبيسة شبكة للدعارة
نقل جثمان الضحية إلى مطار محمد الخامس الأحد القادم
ما زالت أسرة الضحية (ج) 19 سنة القاطنة في بني ملال، تنتظر وصول جثمان فلذة كبدتها التي لقيت حتفها بدولة الإمارات وبالضبط بمدينة دبي، بعد أن رمت بنفسها من أعلى شقتها التي كانت تتقاسمها مع أختها (ن) 12 سنة التي كانت متفوقة في دراستها، إذ رحلت هي الأخرى لمؤانسة أختها والبحث عن فرصة عمل شريفة بعدما حصلت على عقد عمل في بلد المهجر.
وأفادت مصادر الصباح، أن أسرتها تلقت أخيرا وعدا بموعد وصول جثمان الضحية، إلى مطار محمد الخامس بالبيضاء الأحد المقبل، بعد أن استجابت وزارة الجالية المغربية لطلبها وقامت بكل الإجراءات، لمواراة جثمان الضحية الثرى بمقبرة مدينة بني ملال بناء على وصية أسرتها، ما خلف ارتياحا لدى أفراد الأسرة الذين عبروا عن امتنانهم لما قامته به الوزارة الوصية.
واتهم أفراد أسرة الفقيدة الوسيطة (سحر) تتحدر من مدينة الدار البيضاء، والتي كانت التقت بالضحية (ج) بمدينة مراكش عندما كانت بصدد إجراء فترة تدريبية بأحد المعاهد، وأغرتها بوجود فرص العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، ما يضمن لها مستقبلا زاهرا، سيما أن فرص الشغل باتت ضئيلة بسبب الأزمة التي ضربت الاقتصاد المغربي، فضلا عن تزايد الأعداد الكبيرة من العطالة في صفوف المتعلمين وكذا أصحاب الشواهد العليا.
وأفادت مصادر مطلعة، أن الضحية (ج) قامت بكل الإجراءات القانونية للسفر إلى وجهتها الجديدة يحدوها أمل تحسين وضعيتها الاجتماعية ومساعدة أسرتها على تكاليف الحياة الصعبة، لكن القدر كان يخبئ لها مفاجئات غير سارة، سيما أنها سقطت بين أيدي شبكة محترفة في الرقيق الأبيض وتمتلك زعيمتها من الخبرة ما يجعل ضحاياها أسيرات لديها، بل تتحكم في مصائر الفتيات القاصرات والمهجرات قسرا تحت يافطة العمل الشريف، كما يؤكد والد الضحية.
وتمكنت الضحية، وفق مصدر مقرب من أسرتها، من العمل في ظرف وجيز بمركز تجاري، جنت منه موردا ماليا، كانت ترسل منه نصيبا إلى أسرتها، وتصرف منه جزءا آخر لتسوية ديونها المستحقة لفائدة الوسيطة، التي كبرت أطماعها، بعد مرور الوقت، بعد عزمها تنفيذ خطتها الثانية المتمثلة في استغلال الضحية في مجال الدعارة، مقابل الحصول على مبالغ مالية كانت تحوز نصيبا أوفر منه.
وبعد أن توترت علاقة الضحية، يقول والد الضحية، مع الوسيطة التي ما زالت محتجزة بدولة الإمارات تحت ذمة التحقيق، بعد أن تم ضبطها من قبل المصالح الأمنية بهوية أحدى ضحاياهابفندق بأبي ظبي، فضلا عن اتهامها من طرف أسرة الضحية باستغلال ابنتها في الدعارة وتسببها في موت الفقيدة، حجزت الوسيطة جواز سفر الضحية، ومنعتها من العودة إلى المغرب لزيارة أسرتها خلال عطلة عيد الأضحى، علما أن أسرتها كانت تنتظرها بشوق بعدما أخبرت والدتها بموعد الزيارة المقبلة، وأمام إصرار الوسيطة على إذلال الضحية، أقدمت (ج) على الانتحار بعد أن رفضت استغلالها وتدنيس جسدها من قبل زعيمة الشبكة التي تستقوي على ضحاياها المحرومات من حنان أسرهن وظلم المجتمع لهن.
وينتظر أن تكشف الأيام القادمة، على كل خيوط القضية التي راحت ضحيتها شابة في مقتبل العمل، كان يحذوها أمل السفر خارج المغرب لتحسين ظروف عيش أسرتها، لكن سقطت ضحية شبكة دعارة منظمة، تؤدي زعيمتها دور الوساطة من أجل تمكين الراغبات في السفر إلى دورة الإمارات العربية المتحدة من أجل العمل وفق عقود عمل، لكن يستغلن في الدعارة بعد حجز جوازات سفرهن، ويتم ابتزاهن من أجل الامتثال لأوامر زعيمة العصابة المتنفذة.
في السياق ذاته، ما زالت أخت الضحية (ج) محتجزة على ذمة التحقيق بتهمة الدعارة، بعد أن تم إيقافها من طرف المصالح الأمنية، وتنتظر بشوق زيارة ممثلي القنصلية المغربية بدبي للاطلاع على أحوالها، سيما أنها التلميذة النجيبة التي هاجرت الفصل الدراسي رغم تفوقها، إلى بلاد الغربة من أجل مساعدة أسرتها على تحسين أوضاعها المادية، لكن وجدت نفسها هي الأخرى في الزنزانة، ومطالبة بحفظ القرآن كاملا مقابل إخلاء سبيلها.